لندن، بيروت، نيويورك، واشنطن - «الحياة»، رويترز - صد مقاتلو «الجيش الحر» تقدم الجيش النظامي في اتجاه «طريق الموت» الى الغرب من معسكرين كانت القوات النظامية كسرت الحصار عليهما قبل يومين في ريف ادلب. وفي المقابل، منع الجيش النظامي مقاتلي المعارضة في ريف دمشق من قطع طريق البوابة الشمالية للعاصمة التي تعرضت اطرافها لغارات جوية. وقالت مصادر في المعارضة ان كتائب مقاتلة صدت تقدم القوات النظامية في ريف معرة النعمان بعدما كسر جيش النظام السبت الحصار المفروض منذ ستة اشهر على معسكري وادي الضيف والحامدية قرب المدينة، وتمكن من ايصال شاحنات تموين اليهما، قبل ان ينتقل الى الهجوم لمحاولة السيطرة على الطريق. وقال نشطاء ان «الجيش الحر» تمكن من طرد قوات النظام من قرية التح واجبرها على التراجع إلى بلدة بابولين، واضافوا ان مقاتلي المعارضة يعملون على استعادة السيطرة على محيط المعسكرين و»احكام الحصار» عليهما مجددا. ونقلت «شبكة اخبار ادلب» عن قائد عسكري قوله ان «المعركة كر وفر» وان مقاتلي المعارضة سيعملون على «احكام الحصار» على المعسكريين، مشيرا الى تمركزهم قرب قرية حيش في جبل الزاوية في ريف ادلب التي حاول النظام التقدم نحوها والسيطرة على ما بات يعرف ب «طريق الموت». في غضون ذلك، عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل اجتماعاً مغلقاً تناول في شكل أساسي الأزمة في سورية وجهود تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط. وحصل اللقاء عشية توافد قيادات عربية إلى واشنطن بينها ولي عهد الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد الذي التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي يصل إلى واشنطن بداية الأسبوع المقبل. ويزور العاصمة الأميركية وفد من وزراء الخارجية العرب لبحث تطورات عملية السلام، إضافة إلى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يزورها منتصف الشهر المقبل. وفي برلين، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل «إن الجميع يبحث عن حل (للأزمة السورية)، إلا أن الوضع هناك معقد للغاية». وأردفت في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن الرئيس السوري بشار الأسد «فقد شرعيته. ونسعى إلى تحقيق رغبات الشعب السوري وأهداف المعارضة، لكن الأسد غير مستعد للانفتاح على حل سياسي». وأكدت مركل أن ألمانيا «لن تسلم المعارضة السورية أسلحة، وقد بحث الاتحاد الأوروبي هذا الأمر، لكن ثمة اختلافاً في الآراء حول الموضوع». وعقدت أمس الهيئة السياسية ل «لائتلاف الوطني السوري» اجتماعها الأول في اسطنبول بعد انتخاب أعضائها في الاجتماع الأخير. وتضم الهيئة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب ونوابه الثلاثة جورج صبرة ورياض سيف وسهير الأتاسي، والأمين العام مصطفى الصباغ والأعضاء لؤي صافي وعقاب يحيى وبرهان غليون وعلي صدر الدين البيانوني وحسين السيد وعبد الإله فهد. وقال بيان إن التوتر الحدودي السوري - اللبناني وضع على جدول أعمال الاجتماع، إضافة إلى اختيار ممثل سورية في الجامعة العربية، وتقويم اللقاءات التي أجراها الوفد السوري في لندن على هامش انعقاد المجلس الوزاري لمجموعة الثماني. وقال رئيس «الحكومة السورية الموقتة» غسان هيتو في اسطنبول رداً على سؤال يتعلق بتصريحات زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني: «نحن رفاق سلاح لإسقاط النظام»، داعياً إلى «توحيد» جهود الكتائب المقاتلة ل «إسقاط النظام» وأن يكون لكل طرف بعدها حرية الدعوة لرأيه من دون فرض. وزاد أن الشعب السوري «معتدل ويرفض الإرهاب والتطرف»، مضيفاً: «نحن لا نحتاج مقاتلين من الخارج، بل نحتاج دعماً ولدينا من الرجال والمقاتلين والشيوخ ما يكفينا». إلى ذلك، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس عفواً عاماً عشية عيد الجلاء اليوم تضمن تخفيف الأحكام عن الجرائم المرتكبة قبل هذا التاريخ. لكن رئيس «الائتلاف الوطني» دعا إلى إطلاق سراح الأبرياء البالغ عددهم 160 ألفاً وأن يبدأ بإطلاق الأطفال والنساء «خلال أيام معدودة». واعتبر نشطاء العفو «لفتة لا معنى لها من دون الإفراج عن آلاف المعتقلين السياسيين». وفي نيوروك، يبدأ الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي اليوم اتصالاته ولقاءاته في نيويورك مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، استعداداً لتقديم إحاطة الى المجلس في جلسة مغلقة الجمعة. وكان منتظراً بحسب ديبلوماسيين ان يتحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم امام جلسة مجلس الأمن الشهرية المخصصة لبحث الوضع في الشرق الأوسط، على أن «يركز في كلمته على تطورات الوضع في سورية وفلسطين». وفي موازاة التحرك في مجلس الأمن واصلت المجموعة العربية في الأممالمتحدة التحضير لطرح مشروع قرار في الجمعية العامة «مطلع الأسبوع المقبل» يرحب بقرارات الجامعة العربية المتعلقة بسورية، في إشارة ضمنية الى منح مقعد سورية الى المعارضة. واشار ديبلوماسيون عرب الى استمرار الجزائر في رفض القرار وابداء السودان والعراق تحفظاتهما عن فقرات فيه ونأي لبنان بنفسه عنه، واوضحوا ان نحو 45 دولة وافقت حتى الآن على رعاية مشروع القرار الذي يحتاج تبنيه الى الغالبية البسيطة أي 87 صوتا من أصل أعضاء الجمعية العامة ال193.