دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الحكومة اللبنانية الى منع حزب الله حليف دمشق من تنفيذ عمليات داخل سورية، مطالبا مقاتلي المعارضة السورية ب"ضبط النفس" وعدم استهداف مناطق لبنانية. ويأتي هذا الموقف بعد قصف مقاتلين معارضين في منطقة القصير وسط سورية، معاقل للحزب الشيعي في منطقة الهرمل في شرق لبنان، ما ادى الى مقتل شخصين الاحد. وقال مقاتلون معارضون ان الخطوة اتت ردا على قتال الحزب الى جانب النظام السوري. ودعا الائتلاف "الحكومة اللبنانية إلى ضبط حدودها والإيقاف العاجل، بكل الوسائل الممكنة، لجميع العمليات العسكرية المنسوبة لحزب الله في المواقع القريبة من الحدود السورية"، وذلك في بيان اصدره اليوم. واضاف "آن الأوان للحكومة اللبنانية التي اتخذت سياسية النأي بالنفس، إلى التوقف عن غض النظر عن السياسات التعسفية التي يمارسها حزب الله في تدخله بالشؤون السورية". كما دعا الجيش اللبناني الذي حذر من الرد على مصادر النيران، الى "ضبط النفس والتزام الحكمة في التصرف". واعتمدت حكومة تصريف الاعمال اللبنانية التي يحظى حزب الله وحلفاؤه بالاكثرية فيها، سياسة "النأي بالنفس" حيال النزاع السوري المستمر منذ عامين، وسط انقسام حاد بين مؤيدين لنظام الرئيس بشار الاسد ومعارضين له. وتفيد تقارير امنية عن عمليات تهريب سلاح ومسلحين عبر المناطق الحدودية الللبنانية ذات الغالبية السنية في الشمال والشرق، الى المعارضة السورية. في المقابل، تفيد تقارير اخرى ان حزب الله يرسل مقاتلين الى سورية لدعم القوات النظامية، لا سيما في القصير بمحافظة حمص (وسط) الواقعة مقابل الهرمل. واتهم الائتلاف الحزب بقصف قرى سورية والسيطرة على بعضها، ما "قد يدفع بعض كتائب الجيش الحر إلى الرد على ذلك العدوان المتكرر". ودعا "كتائب الجيش الحر في ريف حمص الغربي الى ضبط النفس واحترام الحدود السيادية للبنان"، محذرا من ان اندلاع مواجهات بين الطرفين "يعرض سكان المناطق الحدود الى مخاطر كبيرة يمكن تجنبها بتحكيم صوت العقل ووقف الخروقات والعدوان". وكان قياديان ميدانيان في منطقة القصير ابلغا ان المجموعات المقاتلة المعارضة قصفت الهرمل الاحد، ردا على قصف من حزب الله. ورفض لبنان اثر اجتماع وزاري امني، القصف الذي يطاول اراضيه من طرفي النزاع السوري، مقررا اعداد مذكرة لرفعها الى جامعة الدول العربية. وتعرضت مناطق لبنانية حدودية لقصف من القوات النظامية في اوقات سابقة. كما قصف النظام السوري بالطيران ثلاث مرات اطراف بلدة عرسال (شرق) ذات الغالبية السنية.