واصلت مؤشرات البورصات الدولية ارتفاعها متأثرة بالاجواء الايجابية والحديث عن قرب نهاية ازمة الائتمان، في وقت توقع اقتصاديون ان تقود الصين والدول الآسيوية النامية مسيرة التعافي الاقتصادي، ما يؤدي الى الصحوة في الدول الصناعية. وذلك، وسط اشارات عن انتهاء الدور الريادي الاميركي الذي كان دائماً السباق في الخروج من الركود تليه اوروبا ثم آسيا. ويقول الاقتصادي في بنك «كريدي سويس» نيل سوس «ان مركز الانتعاش انتقل الى الصين وآسيا للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية». ويضيف «ان الحكومة الصينية امنت لاقتصادها ما يصل الى 1.6 تريليون دولار بين قروض وائتمان وحوافز، ما اعاد النشاط الى الاقتصاد الصيني بسرعة قياسية ورفع سعر برميل النفط الى مثليه من ادنى مستوياته في العقد الجاري عند حدود 33 دولاراً». ويتوقع كينيث روغوف، استاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد، ان ينمو الاقتصاد الصيني ليتجاوز حجم الاقتصاد الاميركي في المستقبل المنظور، خصوصاً بعدما اصبحت الصين الشريك الاول للولايات المتحدة قبل اليابان. واظهرت احصاءات اميركية ان وزارة الخزانة ومجلس الاحتياط الفيديرالي (المركزي الاميركي) حققا مكاسب مالية من خلال الدعم المقدم الى المصارف، قُدر حتى الآن بنحو 11 بليون دولار غالبيتها نتيجة تحسن اسهم «سيتي غروب» الى 4.70 دولار الاسبوع الماضي. لكنها تظهر ان خسائر باقي المصارف المركزية ووزارات المال في اوروبا وحول العالم لا تزال كبيرة وتجاور 10.8 بليون دولار الشريحة الاكبر منها في بريطانيا وتُقدر بنحو 3.3 بليون استرليني. وتحاول الحكومات خفض ملكياتها في اسهم المصارف والشركات المالية مستفيدة من ارتفاع قيم الاسهم الى اعلى مستوى السنة الجارية. وذكرت وزارة االمال الالمانية انها حققت 300 مليون يورو حتى الآن مكاسب، نتيجة لضخ ما يصل الى 500 بليون يورو في الجهاز المصرفي والمالي الالماني. وكانت سويسرا بين اكثر الدول المحققة للمكاسب، اذ ربحت 1.2 بليون فرنك سويسري من صفقة بيع حصة تملكتها في مصرف «يو بي اس» اثناء الازمة. وحتى الآن لم تُعلن دولة الامارات او الكويت، اكثر الدول العربية تضرراً في أزمة الائتمان ما اذا كانتا استردتا بعض ما ضختاه في النظام المصرفي او في شركات المال المسجلة في البلدين او حتى في الشركات العقارية المتضررة. من جهة ثانية يتردد حكام المصارف المركزية حول العالم باعلان انتهاء ازمة الائتمان «حتى يترسخ التعافي الاقتصادي»، كما قال بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي. كما اعطى الحكام، في الولاياتالمتحدة واوروبا مهلة قد تمتد الى منتصف السنة المقبلة قبل اللجوء الى رفع الفائدة مجدداً. وفتحت الاسواق، صباح الاثنين في آسيا، على ارتفاع. وكسب مؤشر «نيكاي 225» في طوكيو 342.9 نقطة متجاوزاً الحد النفسي عند 10550 نقطة واقفل عند 10581.1 نقطة. كما حققت البورصات الآسيوية الاخرى مكاسب راوحت بين 1.8 في المئة في كوريا و2.8 في المئة في تايوان واستراليا و2 في المئة في الهند. وانتقلت «عدوى» ارتفاع الاسواق الى اوروبا لتكمل مسيرتها الصعودية التي اقفلت عندها نهاية الاسبوع الماضي. وسجل مؤشر «فايننشال تايمز 100» في لندن مستوى تجاوز 4911.41 نقطة في الجلسات الاولى. كما راوحت نسب تحسن البورصات الاوروبية الاخرى بين 0.75 و1.2 في المئة قبيل فتح الاسواق الاميركية على ارتفاع ايضاً، ما اعطى دفعة جديدة للتداول في الاسواق الاوروبية في ما وصفته الاسواق بانه «عامل برنانكي» المتفائل.