لندن - «الحياة»، أ ف ب، أ ب - دافعت الحكومة الاسكتلندية أمام جلسة طارئة للبرلمان أمس عن قرارها إطلاق سراح ضابط الاستخبارات الليبي المدان في تفجير لوكربي عبدالباسط المقرحي «لأسباب إنسانية»، مشيرة إلى أن طرابلس قدمت «تأكيدات بأن عودة (المقرحي) ستكون من دون مظاهر احتفالية، وبطريقة تراعي المشاعر».ودان وزير العدل الاسكتلندي كيني ماك اسكيل أمام النواب الذين قطعوا عطلتهم الصيفية لمناقشة قرار إطلاق المقرحي، استقبال الأبطال الذي حظي به الأخير لدى عودته إلى طرابلس، معتبراً أن الاحتفالات الليبية «لم تظهر تعاطفاً أو تراعي حساسية عائلات ضحايا لوكربي ال270». وأكد أن الحكومة الليبية «تعهدت أن يكون أي استقبال له على مستوى منخفض». وألقى الوزير بياناً عدد فيه أسباب اتخاذ قرار الإفراج عن المقرحي الذي يعاني سرطان البروستاتا في مراحله الأخيرة. وشدد على أن القرار لم تحركة أي اعتبارات سياسية أو ديبلوماسية أو اقتصادية. وقال: «كان قراري وحدي، وأتحمل تبعاته». غير أن المعارضة لم تقتنع بدفاع الوزير. ورأت زعيمة حزب المحافظين الاسكتلندي انابل غولدي أن المقرحي كان من الممكن أن يسمح بنقله إلى منزل آمن في اسكتلندا لقضاء أيامه الأخيرة، تلافياً لمشاهد استقباله في ليبيا، فيما اعتبر رئيس حزب العمال الاسكتلندي ايان غراي أن القرار كان «خطأ». وشدد زعيم حزب الديموقراطيين الأحرار تافيش سكوت على أن الحكومة تحتاج إلى التحرك لحماية «السمعة الدولية المتداعية» للبلاد. من جهة أخرى، أفادت تقارير أن المقرحي ينوي كتابة سيرته الذاتية بهدف «إعلان براءته»، عبر كشف معلومات جديدة تتصل بهجوم لوكربي. وذكرت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أن المقرحي كان يعمل على هذا الكتاب الذي سيروي فيه حياته وراء القضبان، وسيكشف كل ما يملكه من معلومات عن تفجير الطائرة الأميركية. وقال الموفد الليبي الرسمي إلى اسكتلندا عبدالرحمن السويسي إن المقرحي «سيؤلف كتاباً يعلن فيه براءته». وأضافت الصحيفة أن محامي المقرحي كانوا جمعوا معلومات لاستئناف الحكم الصادر بحقه أمام المحاكم الاسكتلندية، قبل أن يصدر قرار الإفراج عنه لدواع صحية. ويتوقع أن يشكل الكتاب منبراً للمقرحي يؤكد فيه أنه ليس ضالعاً في الجريمة.