استأنف الوفد الكردي محادثاته مع «التحالف الوطني» الشيعي في بغداد امس، وسط تأكيد «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي رغبته في «حسم الملفات الخلافية وفق الدستور»، فيما عبر الأكراد عن مخاوفهم من «مماطلة بغداد وعدم جديتها في حل الأزمة». وأعلن حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» الذي يتزعمه رئيس الجمهورية جلال طالباني في بيان، أن «رئيس الإقليم مسعود بارزاني عقد اجتماعاً مع أعضاء وفد الكتل الكردستانية إلى بغداد»، مبيناً انه «تم خلال الاجتماع تقييم نتائج اللقاء». وكان وفد الكتل الكردستانية الذي يرأسه نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس، عقد اجتماعاً مع رئيس» التحالف الوطني» إبراهيم الجعفري وبعض قادة التحالف ورئيس الوزراء نوري المالكي الأسبوع الماضي. وأفاد بيان أن «قسماً من أعضاء الوفد الكردي عاد إلى الإقليم لإطلاع بارزاني على نتائج الاجتماعات، فيما بقي الآخرون لاستئناف محادثاتهم». وأكد البيان أن «المواضيع التي ستتم مناقشتها هي المتعلقة بالمشاكل بين إقليم كردستان وبغداد وتحديد مهلة لحلها». وكان المالكي أعلن أن «الوزراء الأكراد مُنحوا إجازة». وجدد بارزاني تلويحه بانفصال الأكراد في دولة مستقلة. ونقل بيان للحكومة الكردية قوله إن «إقليم كردستان يأمل في أن تحل كل المشاكل والأزمات العراقية السياسية عن طريق الحوار والتفاهم»، مشدداً على أنه «في حال عدم ايجاد حلول لتلك المشاكل والأزمات، فنحن لسنا مستعدين لأن نعيش تحت الظلم والاستبداد». أما ائتلاف «دولة القانون»، فأكد رغبته في «حل المشاكل العالقة مع أربيل». وقال القيادي في الائتلاف عباس البياتي ل «الحياة»، إن «الجولة الأولى من المحادثات كانت إيجابية واتسمت بالصراحة وتم طرح كل القضايا الخلافية. واتفقنا على 3 نقاط، هي: التهدئة الإعلامية، وطرح آليات للحوار، وتشكيل لجان للتعاطي مع القضايا الخلافية، ونحن حريصون على ايجاد حل لها ومعالجة ما تمكن معالجته خلال الفترة الباقية من عمر الدورة الانتخابية». لكنه لفت إلى أن «الحوار يجب أن يكون بين طرفين وليس من جانب واحد، فمثلما لأربيل مطالب كذلك للحكومة الاتحادية مطالب وأسئلة»، موضحاً أنه «كما تطالب أربيل بضمانات، فبغداد تطالب بضمانات». وعن تصريحات الوفد الكردي في واشنطن، قال إن «هذه التصريحات تمثل أجواء واشنطن ولا تمثل موقف القادة أو الأحزاب الكردية». وكان وفد إقليم كردستان الذي يزور واشنطن منذ 4 أيام حذر أمس من أن «العراق بدأ بالابتعاد عن أهداف العملية السياسية بسبب السياسة الأحادية وعدم التزام الحكومة المركزية الدستور». وأفاد بيان لرئاسة الإقليم، أن «الوفد أبلغ إلى المسؤولين الأميركيين أن بارزاني لم يغلق باب الحوار مع بغداد في أي وقت من الأوقات، وفي بغداد الآن وفد لمناقشة القضايا الخلافية»، وزاد أن «الوفد أبلغ إلى الأميركيين أن الالتزام بالدستور ووجود الشراكة الحقيقية في الحكم والالتزام بالنظام الديموقراطي والاتحادي يضمن وحدة البلاد والتعايش السلمي بين مكوناتها»، داعياً إلى أن «تتوقف الحكومة الاتحادية عن اللجوء إلى التكتيك والمراوغة في معالجة القضايا، بل يجب أن تكون لديها برامج واستراتيجيات لإنهاء الأزمات». وكانت أربيل أعلنت السبت الماضي أن «وفداً رفيع المستوى برئاسة رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين وعضوية وزير الثروات الطبيعية اشتي هورامي، وقباد نجل رئيس الجمهورية جلال طالباني، يزور واشنطن لنقل وجهات نظر أربيل إلى الادارة الاميركية».