لم يعد ممكناً تجاهل أهمية الأسواق الأفريقية التي تبدو واعدة لمستثمرين ودول كثيرة، لتصبح الوجهة المفضلة للتجارة والاستثمار. وأكدت مساعدة الممثل التجاري الأميركي للشؤون الأفريقية فلوريزيل لايزر، أن أفريقيا «باتت تمثل سوقاً ذات أهمية متزايدة بالنسبة إلى الشركات الأميركية الكبيرة منها والصغيرة». وقالت في كلمة تحدثت فيها عن العلاقات التجارية بين الولاياتالمتحدة وأفريقيا في «مؤتمر السياسة السوداء 2013» في كلية كينيدي للحكم في جامعة هارفرد، «إن 16 اقتصاداً من بين أسرع الاقتصادات نمواً في العالم موجودة في أفريقيا». ودعت إلى «مساعدة أفريقيا في الوفاء بوعد القرن الجديد، ونحن نواصل بناء الازدهار المتبادل على جانبي الأطلسي». وعرضت لايزر الاتجاهات الحالية والديناميات المتغيرة في السياسة التجارية الأميركية والاستثمار تجاه البلدان الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى. ولفتت إلى أن التبادل التجاري في السلع بين الولاياتالمتحدة وهذه البلدان «بلغت 72 بليون دولار عام 2012، وارتفعت الصادرات الأميركية بنسبة 7 في المئة قياساً إلى عام 2011». واستشهدت بدراسة أعدتها مؤسسة «ماكينزي أند كومباني»، أظهرت أن البلدان الأفريقية «تقدم أعلى معدل عائدات على الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مقارنة بغيرها من الدول النامية». ولفتت إلى أن العائدات المرتفعة على الاستثمار في أفريقيا «وصلت إلى حوالى 80 بليون دولار سنوياً، من الاستثمارات الخاصة التي تدفقت إلى المنطقة في السنوات الأخيرة». وأكدت أن الممثل التجاري الأميركي «ينفذ مبادرات تجارية واستثمارية في القارة، من بينها قانون النمو والفرص في أفريقيا (أغوا)، فضلاً عن التوجيه السياسي الرئاسي في شأن البلدان الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى». وينص قانون «أغوا» على دخول كل المنتجات معفاة من الرسوم الجمركية إلى الولاياتالمتحدة من البلدان الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى. وخدم هذا القانون كحجر الزاوية في تعامل الولاياتالمتحدة التجاري والاستثماري مع هذه البلدان الأفريقية. واستفاد من البرنامج في شكل متبادل جميع الأطراف، من خلال دعم النمو الاقتصادي في أفريقيا، وتهيئة مناخ الأعمال فيها وتحسينها، وهي أعمال جاذبة للمستثمرين والمصدرين الأميركيين على نحو متزايد». ويدعو التوجيه السياسي الرئيس، الذي يشكل استراتيجية الرئيس أوباما للبلدان الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، إلى زيادة تركيز الولاياتالمتحدة على توسيع التجارة والاستثمار في المنطقة من خلال تهيئة بيئة مؤاتية للتجارة والاستثمار، وتحسين الإدارة الاقتصادية، وتعزيز التكامل الإقليمي، وتوسيع القدرة الأفريقية للوصول الفاعل إلى الأسواق العالمية والاستفادة منها، وتشجيع الشركات الأميركية على ممارسة التجارة مع أفريقيا والاستثمار فيها». وشجعت لايزر على العمل بالتعاون مع الشركات والحكومات الأفريقية، لتبادل المعرفة والمعلومات وإيجاد فرص تجارية.