أصاب الإحباط عدداً من أهالي محافظة حفر الباطن، بسبب التأخر في افتتاح مستشفى الولادة والأطفال. وعلى رغم الوعود المتكررة بقرب افتتاحه، إلا أنها لم تتحول إلى واقع، حتى تحول إلى «سراب وحلم»، ما حدا بالبعض إلى تسميته ب»بيض الصعو»، وهو مثل شعبي دارج، عما «يُسمع به ولا يرى». وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمستشفى 300 سرير، ويشمل جميع التخصصات الطبية اللازمة. وأنشئ المستشفى بكلفة 95 مليون ريال، على مساحة 24 ألف متر مربع. وتم تجهيزه ب 100 مليون ريال. ودخل المستشفى عامه التاسع من بدء إنشائه. ولم يفتتح حتى الآن، بعد أن تعرض إلى «سلسلة من العثرات». وشهد زيارة عدد من اللجان، لبحث أسباب تعثره. كان آخرها لجنة «عالية المستوى»، جاءت إلى حفر الباطن قبل شهرين، «لرصد جميع المعوقات التي تحول دون تشغيل مستشفيي حفر الباطن المركزي، والولادة والأطفال»، بحسب بيان صحافي أصدرته وزارة الصحة حينها. ورفع تقرير إلى وزير الصحة، حول «أي عائق يحول دون افتتاحهما». وضمت اللجنة أكثر من 50 عضواً، من مسؤولي المشاريع، واستشاريين، وأطباء، واختصاصيي تمريض وتعقيم، واستشاريي قلب وكلى، وكوادر فنية وإدارية. وقال بندر الشمري: «ربما لو جرت محاولة لإدخال مستشفى الولادة والأطفال في حفر الباطن، إلى موسوعة الأرقام القياسية «غينيس»، لحطم الرقم القياسي، كأطول مستشفى قيد الإنشاء»، لافتاً إلى أن سكان حفر الباطن «سمعوا عنه منذ 9 سنوات. ولكنه لم يفتتح حتى الآن. بل إنه تم إعلان أسماء مقبولي وظائف التشغيل الذاتي من العاملين فيه منذ 4 أشهر، وحتى الآن لم يتم افتتاحه»، مطالباً بفتح ملف هذا المستشفى، لأنه «لا يعقل أن يستمر بناء مستشفى 9 سنوات، مهما كانت المبررات». وذكر سامي العنزي، أن «إدارة الشؤون الصحية في حفر الباطن الحالية، هي من تولت إقرار بناء المستشفى، وتابعت عملية التشييد، ما يمنع التعذر بأن التأخير سببه تغيير الإدارة»، مطالباً الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، بفتح ملف المستشفى، «ليس اتهاماً للعاملين في «صحة حفر الباطن»، لكن لمعرفة أين يكمن الخلل والفساد، ومحاسبة المسؤول عن ذلك، لافتاً إلى أن «العمل في المستشفى توقف لأكثر من سنتين، حين كان في مرحلة العظم». بدورها، نصفت مديرية الشؤون الصحية في محافظة حفر الباطن، بحسب المتحدث باسمها عبد العزيز العنزي، صحة ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من وجود «أخطاء هندسية» تسببت في تأخير افتتاح مستشفى الولادة والأطفال. وقال: «إن المستشفى مر في مراحل عدة، وجرت مداولات لزيادة السعة السريرية. وهو الآن في طور التشغيل التجريبي للمختبر والعيادات والإسعاف، لحين اكتمال الطواقم الطبية. وسيتم تشغيله النهائي خلال الأشهر القليلة المقبلة». وعزا العنزي، أسباب التأخر في التعاقد مع كادر طبي للمستشفى، إلى «عدم وجود متقدمين للوظائف الطبية الضرورية. ولكن لجان التعاقد تقوم بجهودها، في جميع الدول المُصرح بالتعاقد معها.