قالت مصادر مواكبة لاتصالات تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة إن بعضاً من فريق 8 آذار يبدي حذره من أن يلجأ الرئيس المكلف تمام سلام، الى صوغ تشكيلته من دون القيام بجولة جديدة من المشاورات مع هذا الفريق، وتحديداً مع «حزب الله» ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، فيما رأت أوساط مقربة من سلام أن ما ظهر في بعض وسائل الإعلام أمس من تشكيلات وزارية وأسماء مرشحين للتوزير هي أخبار غير صحيحة ومحاولة لاستدراجه الى الرد عليها أو توضيحها أو إنكارها أو الدخول في سجال في شأنها، فيما هو باقٍ على قراره الذي أعلنه أول من أمس بإطفاء موتورات الكلام من أجل العمل بصمت وبعيداً من الأضواء على صوغ مسوّدة الحكومة الجديدة. ودانت فرنسا بشدة أمس الغارة الجوية السورية على جرود بلدة عرسال، في البقاع، ليل أول من أمس، واعتبرت انها تشكل «انتهاكاً جديداً خطيراً» لسيادة لبنان. وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً قالت فيه: «ندين بشدّة القصف الذي شنته القوات المسلحة التابعة للنظام السوري يومي الأربعاء والخميس على بلدة سرج العجرم في شمال لبنان والتي أدت الى إصابة أربعة أشخاص». واعتبرت ان القصف يشكل «انتهاكاً جديداً خطيراً لسيادة لبنان من قبل نظام دمشق». وشددت على حرص فرنسا على سيادة لبنان واستقراره واحترام حرمة الحدود اللبنانية. وكان سقط 6 جرحى في القصف الجوي السوري. وفيما انهمك رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس بمتابعة قضية الشاحنات المتوقفة على الحدود اللبنانية - السورية منذ أسابيع، قالت مصادر متطابقة ان سليمان والرئيس المكلف متفاهمان على المبادئ التي تحكم تأليف الحكومة الجديدة وعلى أن تكون من غير المرشحين للانتخابات ومهمتها الأساسية اجراء الانتخابات النيابية في أسرع وقت. وعلم أن سلام أعطى توجيهات لمساعديه بعدم الرد على أي من التسريبات التي ظهرت في الصحف عن الأسماء وعن صيغ التأليف، وقالت أوساط سلام: «ربما كان الهدف استدراجه الى سجال وإغراق العملية بالمرشحين، في حين ان ما ظهر منها بسواده الأعظم غير صحيح». ولم تخف أوساط سلام انزعاجه من نشر أسماء على أنها من الذين ينوي توزيرهم، معتبراً انها تكهنات غير صحيحة. ولم تستبعد هذه الأوساط أن يكون نشر بعض الأسماء والقول إن سلام يريد فرض حكومة فريق واحد أو فرض تشكيلة أمر واقع، هو نوع من الرسائل أو الضغوط عليه أو التمنيات، طالما أنه لم يصدر عن الرئيس المكلف أي ايحاء أو تسريب، لأنه يحصر جوجلة الأسماء به شخصياً وهو سيمارس صلاحياته كاملة في التأليف من دون أن يعني ذلك انه لن يتشاور مع الفرقاء حيث يرى ذلك ضرورياً. وهو يرفض أن يفرض أحد شيئاً عليه ولا يريد أن يفرض شيئاً على الآخرين. لكن الأوساط نفسها أوضحت ان سلام لم يسمع من الكتل النيابية التي استشارها إلا التسهيل الكامل لمهمته ولم يسمع أي شروط أو مطالب لجهة التوزير وهذا يعني تركه يتحرك وفق التصور الذي أبلغه الى الجميع عن حكومة غير مرشحين لأنه في غير وارد أن يخضع للتجاذب بين هذا المطلب أو ذاك، فالدستور واضح، إذ على الرئيس المكلف أن يؤلف الحكومة بعد استشارة الكتل بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، ورأت ان هناك فرصة متاحة مع هذا الإجماع الحاصل ومواقف التسهيل، ويجب عدم إهدارها بكثرة الكلام ومحاولة إسقاط أمور على الحكومة لا تسمح الظروف الدقيقة بها والرئيس المكلف ليس من النوع الذي يقبل بذلك ولا بأن يكون صندوقة بريد، خصوصاً بعد أجواء ايجابية سادت إثر التكليف. وأشارت مصادر مطلعة على الاتصالات الجارية بعيداً من الأضواء، الى أنه يفترض أن يكون وزير الصحة علي حسن خليل قد التقى ليل أمس الرئيس سلام موفداً من الرئيس نبيه بري و «حزب الله» لطرح بعض الاستفسارات باسم الجانبين حول الحكومة وتشكيلها. وأكدت أوساط مواكبة لاتصالات التأليف أن خيار الحكومة غير الفضفاضة الذي يطرحه سلام يشمل أيضاً الصيغة المتوسطة من 24 وزيراً ولا يحصره بالصيغة المصغرة من 12 أو 14 أو 16 وزيراً إذا كان سيضطر لمراعاة تمثيل أوسع للطوائف والمذاهب. على صعيد آخر، وقع الرئيس سليمان مساء أمس قانون تعليق المهل القانونية في قانون الانتخاب الحالي الساري المفعول (قانون ال60 أو الدوحة) الذي أقر في البرلمان الأربعاء الماضي، على رغم أنه كان يفضل تمديد المهل بدل تعليقها، حتى لا يؤدي ذلك الى تأجيل الانتخابات النيابية. ويفترض أن يتبع ذلك جهد سياسي – نيابي للتوافق على قانون انتخاب جديد وعد الرئيس بري بإنجازه قبل منتصف الشهر المقبل، عبر لجنة نيابية مصغرة شُكلت لهذا الغرض.