خففت بيونغيانغ أمس، من لهجة التهديد ب «حرب وشيكة»، واكتفت بتحذير اليابان من «ضربات انتقامية»، في ظل انشغالها باستقبال زوار سيشاركون في الاحتفال بذكرى ميلاد مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ في مراسم مقررة الاثنين المقبل. كما حمّلت بيونغيانغ الرئيسة الكورية الجنوبية باك جون هاي مسؤولية أزمة مجمع «كايسونغ» الصناعي الذي أغلقه الشمال وسحب العاملين فيه. وحذرت واشنطن الدولة الشيوعية من مواصلة «الاستفزازات»، وطالبتها بالعدول عن أي تجربة لإطلاق صواريخ، في وقت كثف البنتاغون إجراءات المراقبة عبر نشر رادار «إس بي أكس» العسكري العائم في البحر الهادئ، والقادر على رصد إطلاق صاروخ في محيط ألف كيلومتر (راجع ص 8). وتحدثت مصادر في كوريا الجنوبية عن تحريك الشمال صواريخ متنوعة في ساحله الشرقي، عبر إخراجها من مخابئها قبل إعادتها إليها، في محاولة «لإرهاق» المسؤولين الكوريين الجنوبيين والأميركيين، وإعاقة جهودهم لالتقاط الصاروخ فور إطلاقه. وبعد ساعات على إعلان سيول قدرتها على اعتراض أي صاروخ يطلقه الشمال، باستخدام منظومة «باتريوت»، استقبل وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونغ سي الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن وناقش معه التهديدات ولإجراءات الحماية. وقال راسموسن: «إنها الزيارة الأولى للأمين العام للأطلسي إلى كوريا الجنوبية، لذا نعتبرها خطوة كبيرة بالفعل في شراكتنا»، مع العلم أن الحلف نشر صواريخ «باتريوت» في تركيا العام الماضي، لمواجهة أية صواريخ تطلق من سورية. وفي اختتام اجتماع عادي عقدوه في لندن، دان وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني «التطور المستمر للبرنامج النووي والصاروخي لكوريا الشمالية، خصوصاً تخصيب اليورانيوم، وانتهاكها قرارات مجلس الأمن». كما توعدوا ب «تأييد تشديد مجلس الأمن العقوبات» على بيونغيانغ، إذا أجرت تجربة صاروخية، مؤكدين أن سلوكها العدائي «لا يؤدي إلا إلى زيادة عزلتها»، وطالبوها ببدء مفاوضات مع المجتمع الدولي حول نزع الأسلحة النووية.