قضت المحكمة الابتدائية في ولاية قابس، جنوب شرقي تونس، بتغريم رسامي «الغرافيتي» شاهين بالريش وأسامة بوعجيلة مبلغ 100 دينار (50 يورو) لكل منهما، بعد إدانتهما بتهمة «الكتابة على عقار ملك الدولة، من دون ترخيص»، الأمر الذي أثار استياء فنانين ومدافعين عن حرية التعبير. وكانت المحكمة قضت أول من أمس، بعدم سماع الدعوى في بقية التهم الموجهة إلى الرسامين وهي «مخالفة قانون الطوارئ» و «نشر أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام». وينتمي أسامة بوعجيلة وشاهين بالريش إلى مجموعة «زواولة» (فقراء) الفنية المختصّة في «الغرافيتي»، أي رسم صور أو كتابة عبارات على جدران في فضاءات عامة للتعبير عن قضايا اجتماعية. وليل الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، عندما طوّق حظر التجوّل قابس، كتب الشابان على جدار مدرسة ثانوية رسمية في المدينة شعارات مثل «الزوالي (الفقير) ميت حي» و «الزوالي من حقه أن يعيش» و «الشعب يريد حق الزوالي» و «البوعزيزي مات والزوالي تحت السباط (الحذاء)». وتشير هذه الشعارات إلى عدم تغير أوضاع الفقراء في تونس بعد الثورة التي فجرها انتحار البائع المتجول محمد البوعزيزي حرقاً. وفتحت الشرطة في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) 2012 تحقيقاً ضد الفنانين، بعد حصولها على إذن من النيابة العامة. ونظرت المحكمة في القضية للمرة الأولى في الخامس من كانون الأول (ديسمبر) 2012، وأجلت النطق بالحكم فيها ثلاث مرات. وترافع أكثر من 40 محامياً عن المتهمين، كما تجمع حوالى 200 ناشط سياسي وحقوقي أمام المحكمة للتعبير عن تضامنهم مع الرسامَين. وقال شاهين بالريش: «نحن مرتاحان إلى هذا الحكم ولن نستأنفه ونعتبر أن القاضي لم ينحز إلى السلطات السياسية عند النطق به، لكننا نخشى أن تستأنفه النيابة العامة».