انتشر الجرافيتي في تونس ما بعد الثورة مستمداً من الواقع مصدراً للوحات والأفكار، ومحاولاً عكسها على الجدران بلوحات فنية تتراوح أفكارها بين الغضب والهزل. يحاول شباب الجرافيتي في تونس أن يوصِّلوا أفكارهم للشارع، والبعض يعتبرهم خارجين عن القانون وتجب محاكمتهم، وهو ما تم فعلاً في قضية «أسامة وشاهين»، وهما عضوا مجموعة الجرافيتي المدعوة «زواولة». وقام أسامة وشاهين بإنجاز أعمالهما على عديد من المباني في مدينة قابس، وبعضها كانت تحمل شعارات مثل «الزوالي يطلب ويساسي؛ واللعبة لعبة كراسي» و«الزوالي دفنوه وعينيه حية»، وغيرها، وقد تم القبض عليهما وعرضهما على القضاء الذي وجه لهما ثلاث تهم: التهمة الأولى: الكتابة على عقار عام دون رخصة، والتهمة الثانية: خرق قانون الطوارئ، والثالثة: نشر أخبار زائفة من شأنها تعكير الصفو العام. لكن هذا ليس رأي الجميع، يرى آخرون أن رسامي «الجرافيتي» لسان حال الشعب، وأنهم فنانون، وتجب مكافأتهم ورد الاعتبار لفنهم الذي لعب دوراً محورياً في الثورة التونسية. فرسومات الجرافيتي ألهبت الجماهير الغاضبة وأعطتها الشحنات المعنوية لمواصلة النضال، ويصفونهم بأنهم «مقاتلو الخفاء من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية». يقول «أسامة» أحد أعضاء مجموعة «زواولة»، الذين يتعرضون للمحاكمة في رده على سؤالنا حول: مَن يقرر المواضيع للوحات الجرافيتي بالنسبة للرسام؟: «يستمد الفنانون الجرافيتيون مواضيعهم من الرسائل السياسية والاجتماعية والثقافية احتجاجاً على الأوضاع الحالية، تميل بعض الرسائل للانتصار للمهمَّشين من أفراد المجتمع كالفقراء والعمال والمظلومين، وفي بعض الأحيان يستخدم كشكل من أشكال الدعاية، فضلاً عن اعتباره من قِبَل النقاد شكلاً من أشكال الفن الحديث، وقد سعت بعض المتاحف وصالات العرض العالمية إلى استضافة بعض رواد هذا الفن لعرض أعمالهم على الجمهور». ومهما اختلفت الآراء؛ فالأكيد أن هذا الفن لن يتوقف، فقد انفجرت قريحة هولاء الشباب وأبدعوا في رسوماتهم وهم مستعدون للنضال «حتى آخر رسام»؛ من أجل حقهم في التعبير بطريقتهم. وبين حكومة ترى في هذا الفن إهانة وتهديداً للأمن، ومبدعين يقولون: إنهم الوجه الحقيقي لمعاناة الفقير والمحتاج، وأنهم صوت الأبكم، تبقى معركة الجرافيتي في انتظار قرار المحكمة. جرافيتي تونس جرافيتي تونس جرافيتي تونس جرافيتي تونس جرافيتي تونس جرافيتي تونس جرافيتي تونس جرافيتي تونس جرافيتي تونس جرافيتي تونس جرافيتي تونس