استقطب معرض «المرأة للأزياء»، الذي انطلق في مدينة الخُبر منتصف الأسبوع الجاري، أكثر من 60 مشروعاً «نخبوياً» و«ناشئاً». وتبارت فتيات سعوديات على عرض تصاميمهن من الملابس والإكسسوارات، الموجهة لفئتي النساء والفتيات، وسجلت المعروضات إشادات متعددة على مستوى «الأناقة» و«الذوق الرفيع» في التصاميم، ودعت مُنظمة المعرض مديرة مؤسسة «الانطلاق عالياً» لمياء العجاجي، المرأة إلى الاستثمار في قطاع الملابس، وقدرت حجم سوق الملابس في المملكة «بما يتراوح بين تسعة وعشرة بلايين ريال»، مشيرة إلى أن حصة المرأة من حجم الاستثمار تصل إلى «ثلاثة بلايين ريال فقط». وقالت العجاجي في كلمة ألقتها خلال تدشين المعرض: «إن صناعة الملابس والأزياء والإكسسوارات في المملكة شهدت تطوراً، بعد أن كانت حكراً على عدد قليل من الشركات، وكانت الماركات العالمية المصدر الوحيد للسوق»، مستدركة أنه «في ظل إقامة هذه المعارض التي تمثل فرصة كبيرة لهذه الشركات، أصبح هناك إمكان لعرض منتجات ونشاطات لصاحبات الأعمال اللاتي يبرزن أعمالهن في مجال الأزياء والتصميم والإكسسوارات». شاركت في المعرض مصورات «مميزات» في فن التصوير الفوتوغرافي، بهدف «زيادة تدفق استثمارات المرأة السعودية في سوق العمل، ما يتيح لها فرصة أكبر في التسويق، وتكوين علاقات مع العملاء وصاحبات المشاريع أيضاً، لتبادل الخبرة». وقدم المعرض في أركانه، منتجات حرفية، وتصاميم أزياء، كان نصيب الأسد منها لمصممات سعوديات، تمكَّن من دخول السوق، ونيل ثقة الزبائن، من خلال عملهن المحلي. وقالت المصممة هيفاء الفجحان ل«الحياة»: «سعينا إلى توفير كل ما تحتاجه الفتيات، وتركيزي ومجموعتي التي أعمل معها، التي نطلق عليها مجموعة التميز، منصبٌ على توفير كل متطلبات الأناقة والذوق الرفيع». وأضافت: «قمنا باستحداث هذه الفكرة، بعد أن شاهدنا أخطاءً عدة تقع فيها المراهقات عند اختيار الملابس العادية، خصوصاً الرياضية، أو ال«تي شيرت» وغيرها، مشيرة إلى عبارات على الأقمصة «لا تتناسب مع الذوق العام، كما أن هناك رسومات غير ملائمة، فبدأنا في التوعية، وقمنا بعمل تصاميم حازت إعجاب الكثيرات، وتمكنا من جذب الفتيات، وتعريفهن بما يمكن أن يكون مناسباً لهن أكثر من غيره». وتشاطرها الرأي مصممة الأزياء دانة الأنصاري، التي قالت: «هناك تصاميم لا تتناسب مع الذوق العام، وبعض الفتيات يلجأن إلى ارتدائها من دون الالتفات إلى محتواها»، مؤكدة على أهمية «التوعية، سواءً في المصطلحات أو الرسومات، وحتى شكل التصميم»، لافتة إلى أن هذه «رسالة تعهدنا على ترسيخها بين الفتيات المراهقات، وحتى السيدات اللاتي يبحثن عن التميز». يحوي المعرض أركاناً منوعة، منها ركن مخصص للتعريف بعمل المرأة في مجال السياحة والسفر، وقالت المتخصصة في هذا المجال سعاد السويكت: «عمل المرأة في هذا المجال له طابع خاص؛ لأنه يسهم في زيادة الحصيلة الثقافية للمرأة، لاسيما أن السفر سمة في المجتمع السعودي»، مضيفة «نحاول الوصول إلى السوق بفريق نسائي قادر على التعريف بالرحلات السياحية، وتقديم نشرة مفصلة عن برنامج الرحلات الأسبوعية». وفي ركن «بدايتي» المتخصص في الاستشارات، تجمهرت مجموعة من المهتمات، لتعرفهن مديرة المعرض لمياء العجاجي، على أهم أسباب فشل المشاريع الجديدة، موضحة أن ذلك «يعود إلى عدم درس المشاريع بشكل مناسب، قبل البدء فيها، إضافة إلى افتقار القائمين عليها إلى أساليب الإدارة الحديثة، في تصريف الأعمال والنواحي التسويقية والمالية»، لافتة إلى أن هناك دراسة تشير إلى أن «80 في المئة من المشاريع الصغيرة والمتوسطة تتراوح أعمارها التجارية بين سنة وثلاث سنوات بسبب الافتقار إلى معرفة مفاتيح دخول السوق، وحاجاته، ما يؤدي إلى حدوث تخبط وفوضى، ناجمين عن ضعف دراسة الجدوى».