انطلقت في العاصمة الإماراتية (أبوظبي) أمس، فعاليات القمة العالمية ال13 لمجلس السياحة والسفر العالمي، في حضور نخبة من صناع القرار والمهتمين بصناعة السياحة والسفر حول العالم. واستعرض الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون أبرز العوامل، التي تؤثر في صناعة السياحة والسفر العالمية، وفي مقدمها الحروب والصراعات السياسية في العالم، ضارباً المثل بالنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، مؤكداً أن الاقتصادات العالمية ستبقى عرضة للتأثر بتداعيات صناعة السياحة والسفر. وقال كلينتون في كلمة له أمام القمة، إن العامل الآخر يتمثل في الاحتباس الحراري، وما يصاحبه من تلوث وأمراض وتداعيات تنعكس سلباً على صناعة السياحة، الأمر الذي يستدعي استمرار الحوارات ودرس السيناريوهات المحتملة للمحافظة على الموارد الاقتصادية وعلى مصادر الطاقة قائلاً: «أسعار الطاقة في منطقة الكاريبي تراوح بين 30 و35 سنتاً للكيلوواط الواحد، وإذا استطعنا بناء مرافق لتوليد طاقة نظيفة، فإننا سنخدم السياحة في صورة كبيرة». وتوقّع كلينتون خلال مشاركته كضيف شرف في فعاليات القمة العالمية ال13 لمجلس السياحة والسفر العالمي التي تستضيفها أبوظبي تحت شعار «وقت القيادة»، أن تشهد صناعة السياحة والسفر العالمية تطورات مهمة في الأعوام ال20 المقبلة تتعلق بسياستها وتطبيقاتها، معترفاً بأن الولاياتالمتحدة الأميركية أهملت صناعة السياحة واستقطاب السياح الأجانب في تسعينات القرن الماضي، ولم يكن لديها سوى اتفاق واحد للأجواء المفتوحة. وكان المدير العام لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مبارك المهيري أكد في كلمة له افتتح بها القمة التي يشارك فيها آلاف من أقطاب صناعة السياحة والسفر من مختلف دول العالم، أن الضيافة أسلوب حياة وإرث حضاري عربي يمنح المسافر حق الحصول على حسن الاستقبال والترحيب والرعاية والإقامة المريحة لمدة ثلاثة أيام قبل أن يتابع مسيرته. وأشار إلى أن منطقة الخليج تملك تراثاً عريقاً في كرم الضيافة، وهو جزء مهم من ثقافتنا وإرثنا التاريخي الذي سيظل مكوناً رئيساً في رسم ملامح مستقبلنا، مؤكداً أن إمارة أبوظبي توجه رسالة واضحة إلى قطاع السياحة العالمي بأن الوقت حان لتعزيز التعاون وتنسيق الجهود بينها لتحقيق الرخاء والازدهار للوجهات السياحية والمجتمعات المحلية على حد سواء. وتابع: «سيلمس المشاركون في القمة على مدى يوميّن حجم التطور والخطوات التي قطعتها وجهتنا السياحية، وهو ما لم يأت نتيجة توافر الموارد المالية فحسب، بل إنه ثمرة رؤية وعمل جاد وعزيمة وإصرار جهات وأفراد تضافرت جهودهم لتزويد ضيوفنا بتجربة ثقافية استثنائية». أما الرئيس التنفيذي لمجلس السياحة والسفر العالمي ديفيد سكوسيل، فحث القائمين على صناعة السياحة والسفر العالمية على ألا تتركز جهودهم في تطوير صناعة السياحة فحسب بل في تطوير كل القطاعات الاقتصادية على مستوى العالم، بما فيها القطاع الخاص والإعلام. وتوقّع أن تحقق صناعة السفر والسياحة العالمية خلال الأعوام العشرة المقبلة نمواً في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 4.4 في المئة سنوياً، متجاوزة بذلك النمو الاقتصادي العالمي ككل والصناعات الأخرى. وقال إنه بحلول العام 2023 سترتفع المساهمة الاقتصادية الكلية لصناعة السياحة والسفر العالمية إلى 10 في المئة من إجمالي الناتج العالمي بما يعادل 10.5 تريليون دولار، وستسهم في خلق 10 في المئة من الوظائف العالمية، ومن المتوقع أن يرتفع عدد العاملين في صناعة السياحة والسفر خلال العقد المقبل لنحو 70 مليون وظيفة تستحوذ آسيا على ثلثيها، إذ إنها ستستمر في قيادة النمو في قطاع السياحة بمعدل يتجاوز 6 في المئة سنوياً. ورجّح سكوسيل أن تحل الصين محل الولاياتالمتحدة بحلول 2023 كأكبر اقتصاد عالمي قائم على السياحة والسفر من حيث تقديرات الناتج المحلي الإجمالي في سوق السياحة والسفر.