تناقش وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون مع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، في لندن اليوم وغداً، نتائج جولة المحادثات في ألما آتا الأسبوع الماضي، بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي. وأشار مصدر غربي إلى أن «الفجوة بقيت واسعة والمواقف متباعدة» بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، على رغم النقاشات الكثيفة على مدى أربع جلسات، في ألما آتا عاصمة كازاخستان، إذ بددت نتائجها انطباعاً أوحت به الديبلوماسية الإيرانية، بعد الجولة الأولى في ألما آتا في شباط (فبراير) الماضي، عن تحقيق اختراق في المفاوضات. وتشدد الدول الست على وجوب قبول إيران، بدء تدابير لبناء الثقة بين الجانبين، وتتمثّل في وقفها تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وأن تخرج من أراضيها جزءاً مهماً من مخزونها من اليورانيوم المخصب بتلك النسبة، وكشف نشاطها في منشأة «فردو» المحصنة للتخصيب، وتعاونها مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. في المقابل، تعرض الدول الست تخفيف العقوبات، بوتيرة متكافئة مع تقدّم إيران في مسار امتثالها لقرارات مجلس الأمن ومجلس محافظي الوكالة الذرية. وارتأت آشتون التي تقود المحادثات نيابة عن الدول الست، العودة إلى عواصم الدول المعنية، لتقويم مسار المفاوضات ومعاودة الاتصال لاحقاً مع رئيس الوفد الإيراني سعيد جليلي، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران. ويستبعد مصدر ديبلوماسي وقف المحادثات، مستبعداً «انهيارها» الآن، لافتاً إلى أن «مسائل كثيرة طُرحت على طاولة المفاوضات، وتبلَّغ الإيرانيون رسالة واضحة حول وجوب تقديمهم تنازلات ملموسة». ولا يُغفِل وفد الدول الست الوضع السياسي في إيران التي تستعد لانتخابات رئاسية في 14 حزيران (يونيو) المقبل. ويزيد غموض المشهد السياسي في طهران، صعوبة التكهن بمستقبل المفاوضات في أمد قريب، خصوصاً أن ثمة تكهنات بترشح جليلي للرئاسة. وتواجه إيران صعوبات متراكمة اقتصادياً، بسبب تراجع عائدات النفط التي تقلّصت بنسبة 50 في المئة. لكن القيادة في طهران مصرّة على مواصلة البرنامج النووي، على رغم كلفته العالية بالنسبة إلى موارد الحكومة والفئات الشعبية المتضررة من وقف المعونات الاجتماعية، والطبقة الوسطى التي تواجه صعوبات متفاقمة، بسبب غلاء المعيشة. وتساهم العقوبات في إضعاف موارد الدولة الإيرانية، لكن أثرها لم يقنع مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي بالتعاون مع المجتمع الدولي، في مقابل إلغاء العقوبات. وقد تتساءل الدول الست في الأشهر المقبلة، عن جدوى مواصلة المحادثات «النووية»، من دون تحقيق اختراق، فيما تواصل طهران برنامجها الذري. لكن ديبلوماسياً غربياً قال: «سنتفاوض ما دامت هناك فرصة للتفاوض، وتسوية الملف النووي بوسائل ديبلوماسية».