الما آتا - أ ف ب، رويترز - اختتمت في العاصمة الكازاخستانية الما آتا أمس، جولة جديدة من المحادثات النووية بين الدول الست وإيران بإقرار الجانبين «بوجود قدر من التباعد في المواقف». لكن كان لافتاً إعلان كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي إمكان حصول تعاون في مسألة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، المثيرة للجدل، «من أجل بناء الثقة». أما وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون فأشادت ببذل الجانبين «جهوداً مكثفة أفضت للمرة الأولى إلى نقاش، وتقديم أجوبة تفصيلية على أسئلة مطروحة»، معلنة الاتفاق على عودة الأطراف كلها إلى عواصمهم لتقويم المرحلة التي بلغتها المفاوضات. وأكد ذلك نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، مشدداً على استعداد الأطراف لإجراء اتصالات جديدة، وقال: «الأكيد أن جولة المحادثات الجديد كانت خطوة إلى الأمام، لكننا لم نستطع التوصل إلى حل وسط». وقال جليلي في اختتام اليوم الثاني للمحادثات: «اقترحنا خطتنا للعمل، ولم يكن الطرف الآخر مستعداً وطلب بعض الوقت لبحث الفكرة. والأمر الآن في يد القوى الكبرى لإبداء رغبتها في اتخاذ خطوات لبناء الثقة، وبينها التعامل بصدق وتبنّي سلوك مناسب في المستقبل يمهّد لمواصلة التفاوض». ورجّحت مصادر ديبلوماسية غربية تأثر جولة محادثات الما آتا بظروف الانتخابات الرئاسية في إيران «لأن الدول الغربية لا تريد أن تتفاوض مع حكومة لن تعمّر أكثر من ثلاثة أشهر، بل مع حكومة جديدة ترغب في أن تكون معتدلة بخلاف تلك التي قادها الرئيس محمود أحمدي نجاد». وكشفت مصادر في طهران ل «الحياة» أن وفدها رفض في اليوم الثاني من المحادثات اقتراح تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، في شكل موقت، مشيرة إلى أنه قدّم توضيحات حول رؤيته لتنفيذ خطوات مشتركة، وأجاب على أسئلة عن أهداف البرنامج النووي، مع تأكيد جليلي مجدداً حق إيران في التخصيب سواء بنسبة 5 أو 20 في المئة. وأوضحت المصادر ذاتها أن الوفد الإيراني لم يعارض الاقتراح الذي قدّمه الغرب في اجتماع 26 شباط (فبراير) الماضي من أجل «تجميد» طهران التخصيب في مقابل تخفيف عقوبات مفروضة عليها في مجالي التجارة بالذهب وقطاع البتروكيماويات، بل قدّم خريطة طريق للمحادثات المقبلة على أساس هذا الاقتراح.