دان «الائتلاف الوطني السوري» تفجير السيارة المفخخة وسط دمشق أول أمس، محملاً النظام السوري «بصفة مباشرة أو عبر أدواته» المسؤولية عنه، فيما قالت وزارة الخارجية السورية إن «التفجيرات الانتحارية» تمثل «سلوكاً نمطياً للإرهابيين». في غضون ذلك، وزع «مجلس قيادة الثورية السورية» فيديو لاغتيال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي الشهر الماضي، أثار الكثير من التساؤلات. واتهم معارضون النظام باغتيال البوطي بعد حصول تفجير صغير، في حين قال نشطاء موالون إن الفيديو «مفبرك». ودان «الائتلاف» في بيان أمس «التفجير الإجرامي المشين» الذي وقع قرب مصرف المركزي وأسفر عن عشرات القتلى والجرحى. وأضاف: «إذ يعرب الائتلاف عن تعازيه العميقة لذوي الضحايا الأبرياء، ويعبر عن تضامنه الكامل معهم في مصابهم الجلل، فإنه يعتبر نظام (الرئيس بشار) الأسد مسؤولاً عن هذا الحادث الآثم، الذي اقترفه بصفة مباشرة أو عبر أدواته، خصوصاً عند أخذ الطبيعة الأمنية والحراسة المشددة المطبقة على المنطقة التي جرى فيها التفجير والأحياء المجاورة له». وحض «الائتلاف»، وهو أبرز تكتل معارض، المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته «واتخاذ الإجراءات الكفيلة بلجم النظام وإنهاء الجرائم اليومية المرتكبة بحق المدنيين من أبناء الشعب السوري». وكتب رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أمس: «عندما يضعف الفكر الصحيح في الأمم يصبح الإرهاب الفكري سلاحاً قاتلاً لا يقل خطورة عن إرهاب الأنظمة الديكتاتورية»، مضيفاً أن «استخدام السيارات المفخخة وسيلة جبانة، وقتل المدنيين من قبل أي جهة هو جريمة، والسرور بالجريمة الجنائية هو جريمة أخلاقية ووطنية». إلى ذلك، بعثت الخارجية السورية رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، جاء فيهما، وفق نص وزعته الوكالة السورية للأنباء (سانا)، أن «الجريمة الإرهابية الجديدة جاءت بعدما تعرضت مؤسسات مدنية وأحياء يقطنها مدنيون في دمشق خلال الأيام القليلة الماضية لهجمات إرهابية عدة بقذائف هاون وأسلحة عشوائية». وزادت أن «التفجيرات الانتحارية والاستهداف العشوائي المتكرر بالقذائف للأحياء المدنية (...) أصبحت سلوكاً نمطياً للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تتلقى دعماً مادياً ولوجيستياً كبيراً من بلدان في المنطقة وخارجها ودعماً سياسياً يدفعها إلى الاستهتار بالضوابط والقوانين». واعتبرت قرار القمة العربية الأخيرة السماح بتسليح المعارضة وفق قرار كل دولة «دليلاً على الاستهتار بالالتزامات القانونية المفروضة على الدول بمكافحة الإرهاب». وجددت القول إن نجاح التسوية السياسية للأزمة السورية يتطلب «أولاً وقبل كل شيء، توقف الدول التي توفر الدعم والتدريب والتسليح والإيواء للمجموعات الإرهابية المسلحة عن ممارساتها». في غضون ذلك، نشر «مجلس قيادة الثورة السورية» مقطع فيديو جديداً على الإنترنت قال إنه يظهر لحظة مقتل البوطي، وأظهره وهو يعدل عمامته بعد انفجار صغير وقع قرب منبره، ثم سارع شخص إليه. ولم يتسنَّ ل «الحياة» التأكد من صحة الفيديو. وقال معارضون إن البوطي اغتيل ولم يقتل بانفجار. وكتب أحد النشطاء: «قوة الانفجار متواضعة، فالبوطي لم يتأثر بالانفجار، ومن الواضح أن حتى كتبه وأوراقه بقيت مكانها. حتى الكنبة التي يجلس عليها لم تثقب أو تُحرق أو تتعرض لأي ضرر». في المقابل، كتب ناشط موال للحكومة أن الفيديو «سخيف ومفبرك، والفيديو الحقيقي سيبث خلال أيام».