خلع سترته العسكرية لينزل في حفرة «الصرف الصحي» في محاولة إنقاذ طفل ووالده، هذا ما فعله العريف في الدوريات الأمنية التابعة لمحافظة جدة ياسر الغامدي، بعد أن لاحظ وجود تجمهر في أحد شوارع جدة. وقال الغامدي ل «الحياة»: «في فجر يوم الخميس الماضي حوالى الساعة الواحدة والنصف صباحاً، عند حدود موقع عملي، لاحظت وجود تجمع، وعند اقترابي منه وجدت فوهة الصرف الصحي مفتوحة، ورأيت الطفل، وكان والده قد لحق به لينقذه قبل وصولي فخلعت سترتي العسكرية ونزلت لإنقاذ الطفل ووالده». وأضاف: «حاولت للمرة الأولى ولم أستطع، فطلبت المساعدة من المواطنين الموجودين»، مشيراً إلى أنه قام بالتبليغ وطلب المساندة والدعم من الدفاع المدني والجهات المساندة الأخرى. ولفت إلى أنه قام بمحاولة إنقاذ الطفل ووالده ثلاث مرات، إذ انقطع الحبل في المحاولتين الأوليين، موضحاً أن فوهة الصرف الصحي ضيقة ولا تتسع لشخصين، إضافة إلى أن المياه ثقيلة ولزجة. وزاد: «في آخر محاولة استطعت إخراج والد الطفل ولكنه كان في حال إغماء، إذ شرب الكثير من المياه، وبعد إخراج الوالد قام أحد المواطنين بالنزول معي محاولاً المساعدة في العثور على الطفل ولكن من دون جدوى، و كان ذلك لحظة وصول رجال الدفاع المدني». وعن حالته الصحية، بيّن أنه أصيب بخلع في مفصل اليد وبعض الرضوض والإصابات الخفيفة، إضافة إلى وجود تسمم بسبب المواد الضارة التي دخلت إلى جسدة وقت الحادثة، مؤكداً أنه خضع للعديد من الفحوص والإجراءات الطبية بعدها تم منحه إجازة مرضية. من جانبه أكد شقيق المتوفى عامر منشو ل«الحياة» أن شقيقه علي البالغ من العمر 31 عاماً كان اشترى لزوجته قبل الحادثة هدية (قطعاً ذهبية) لمراضاتها بعد خلاف بسيط نشب بينهما. وأضاف، ذهب شقيقه وزوجته إلى مجمع المطاعم الموجود في نهاية شارع التحلية وقبل صعوده إلى المطعم كان ابنه محمد البالغ من العمر خمسة أعوام يتقدمه قبل أن يسقط في فتحة المجاري المتروكة من دون غطاء، إذ سارع والده مباشرة لإنقاذه إلا أن كافة المحاولات باءت بالفشل. وأشار إلى أن الطفل محمد لم يتم العثور عليه إلا بعد ما يزيد على ساعة من البحث في بيارة أخرى، كون فوهة المجاري التي سقط منها الطفل هي عبارة عن بيارتين مفتوحتين على بعضهما. وطالب أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبدالله بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في ملابسات الحادثة، والرفع بتقرير مفصل حول ملابسات الحادثة ووقائعها للنظر فيها ومحاسبة المتسبب في الحادثة كائناً من كان، فيما أكدت أمانة محافظة جدة أن حفرة الصرف الصحي التي سقط فيها الطفل ووالده لا تخضع للإشراف أو المراقبة من أمانة محافظة جدة.