أعلن البيت الأبيض امس، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيلتقي في واشنطن زعماء ثلاث دول معنية بالملف السوري خلال الفترة المقبلة، وذلك قبل بحثه هذا الموضوع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماعهما المقرر على هامش قمة الدول الثماني في إرلندا الشمالية في مطلع حزيران (يونيو) المقبل. في غضون ذلك، أعلن مقاتلو المعارضة امس أنهم سيطروا على حامية عسكرية تدافع عن معبر نصيب الاستراتيجي على الحدود مع الأردن، بعيد سقوط موقع اللواء 49 وبلدة داعل، ضمن مكاسب حققتها المعارضة بين دمشق والحدود الأردنية، في حين تعرّض حي برزة البلد في الطرف الشمالي لمدينة دمشق، لقصف عنيف بصواريخ أرض-أرض من قبل النظام السوري، وفق المعارضة. وأوضح البيت الأبيض في بيان امس، أن اوباما سيلتقي أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في 23 الشهر الجاري، قبل ثلاثة أيام من وصول العاهل الأردني عبدالله الثاني، مشيراً إلى أن لقاء الرئيس الأميركي مع الملك الأردني، وهو الثاني بينهما خلال أقل من شهر، سيركز على مناقشة «الإصلاحات السياسية والاقتصادية والأزمة الإنسانية في سورية والملفات الإقليمية الأخرى ذات الاهتمام المشترك». ومن المقرر أن يصل إلى العاصمة الأميركية أيضاً رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للقاء اوباما في 16 الشهر المقبل، علما أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيجري محادثات مع نظيره التركي احمد داود اوغلو تتعلق بالأزمة السورية. وكان الرئيس الأميركي بحث مع عبدالله الثاني في عمان في 23 الشهر الماضي أزمة اللاجئين السوريين الذين يتدفقون إلى الأردن وجهود إحياء عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية. وأعلن الأردن قبل يومين أنه سيدرس إقامة منطقة عازلة في جنوب سورية في المنطقة الواقعة بين حدوده ودرعا. وأعلن مقاتلو المعارضة أن «الجيش الحر» سيطر امس على حامية أم المياذن شديدة التحصين على الطريق الرئيسي السريع بين دمشق والأردن على بعد بضعة كيلومترات من معبر نصيب الحدودي بعد اشتباكات شرسة ليلاً مع قوات الجيش خلفت عشرات القتلى. وأفادت المعارضة أن «القصف الأشد» امس حصل على حي برزة البلد عند البوابة الشمالية للعاصمة. وبث ناشطون صوراً على الإنترنت لمحاولات الأهالي انتشال القتلى والجرحى من تحت الأنقاض، حيث دمرت أربعة أبنية بشكل كامل. وكتب رئيس»الائتلاف الوطني السوري» المعارض معاذ الخطيب على صفحته على موقع «فايسبوك»، إن برزة «تحت القصف. يا سوريون النجدة، اجمعوا لهم ما تقدرون لدعمهم». وقال ناشطون إن نحو 15 قذيفة صاروخية سقطت على الحي الذي يقع بالقرب من أحياء عش الورور وتشرين وضاحية الأسد الموالية للنظام. وفي جمعة «لاجئون والشرف والكرامة عنواننا»، خرجت يوم امس تظاهرات في مناطق سورية بينها قرى في الغوطة الشرقية التي تعرضت لقصف في الأيام الأخيرة، إضافة إلى تظاهرات في أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سورية وشمال شرقها. في غضون ذلك، أطلقت الأممالمتحدة أمس أشد تحذيراتها حتى الآن من أنها ستفتقر قريباً إلى الأموال اللازمة للتعامل مع التدفق الكبير للاجئين السوريين إلى الأردن والدول المجاورة مثل لبنان وتركيا. وقالت الناطقة باسم «منظمة الأممالمتحدة للطفولة» (يونيسيف) ماريكسي ميركادو في مؤتمر صحافي في جنيف، إن «الاحتياجات تزداد بسرعة، ونحن مفلسون». وكان الأردن قال أمس إنه على رغم استمرار تدفق اللاجئين من سورية، فإن حوالى 35 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلدهم منذ اندلاع الأزمة، علما انه يستضيف نحو 475 ألفاً. الى ذلك، أعلن أمس عدم التوصل إلى اتفاق بين الأممالمتحدة والحكومة السورية إزاء المجال الذي سيسمح به لفريق مفتشي الأسلحة الكيماوية للتحقيق في مزاعم بأن مثل هذه الأسلحة استخدمت في الآونة الأخيرة في الصراع السوري. وفيما تصر سورية على «تحديد» حركة المفتشين وأن يقتصر عملهم على موقع خان العسل في ريف حلب شمالاً، تطالب الأممالمتحدة بحرية حركة أكبر، وسط مطالب دول كبرى بالتحقيق في اتهامات المعارضة باستخدام النظام للسلاح الكيماوي في بلدة العتيبة في ريف دمشق وفي حمص نهاية العام الماضي. وعقد السفير السوري في الأممالمتحدة بشار الجعفري سلسلة اجتماعات مع الممثلة العليا لشؤون نزع الأسلحة أنجيلا كاين، كان آخرها الثلثاء الماضي في مقر الأمانة العامة، حيث سلمها «قائمة تعديلات مقترحة من الحكومة السورية حول صلاحية بعثة التحقيق ونطاق عملها في سورية» وفق المصادر نفسها. وذكر ديبلوماسيون في مجلس الأمن، أن الممثل الخاص المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي «قد يقدم إحاطة إلى مجلس الأمن في 18 من الشهر الحالي» حول مشاوراته في شأن الأزمة السورية.