أعلنت السلطات الباكستانية أنها أبعدت هذا الأسبوع ثلاثة فرنسيين إلى بلدهم، بعدما احتجزتهم لدخولهم أراضيها قبل عشرة شهور بطريقة غير شرعية من إيران، بهدف المشاركة في قتال قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان. وكشف محققون في الشرطة الباكستانية أن الفرنسيين الثلاثة اعتقلوا في 28 أيار (مايو) 2012 مع نعمان مزيش، الفرنسي الشمال أفريقي الذي تقول أجهزة الأمن الغربية إنه «عضو في تنظيم القاعدة»، وأوقفته السلطات الباكستانية في حزيران (يونيو) الماضي. وقال أحد المحققين: «غادر الثلاثة فرنسا في كانون الثاني (يناير) 2012 بعدما أبلغوا عائلاتهم في أولينز جنوب باريس أنهم متوجهون للحج في السعودية، ثم اعتقلوا بعد خمسة شهور في باكستان التي زعموا أنهم قصدوها بالتنسيق مع مزيش على الأرجح للتعرف في شكل أكبر إلى الإسلام، والقتال في أفغانستان». ويتوقع أن يخضع الثلاثة لتحقيق في فرنسا، في قضية ستعيد إلى الأذهان قضية محمد مراح (23 سنة) الذي قتل سبعة أشخاص جنوب غربي البلاد في آذار (مارس) 2012، بعد عودته من باكستان. لكن ليس واضحاً حتى الآن إذا كان الثلاثة سيحاكمون بموجب قانون جديد يحظر توجه المواطنين الفرنسيين إلى خارج البلاد للتدرب على القتال، لأن تطبيق هذا القانون بدأ في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أي بعد اعتقالهم. إلى ذلك، قتل مسلحون شخصين وجرحوا 4 شرطيين لدى إطلاقهم النار على شاحنة نقلت سجناء في إقليم البنجاب (شمال شرق)، ثم لاذوا بالفرار. ملالا وزاري على صعيد آخر، أعلنت الشابة ملالا يوسف زاي التي تعرّضت لإطلاق نار بسبب مطالبتها بحق الفتيات في التعلم وتخضع للعلاج في بريطانيا، تخصيص منحة قيمتها 45 ألف دولار من الصندوق الذي أنشئ باسمها لتعليم 40 فتاة في إقليم وادي سوات القبلي (شمال غرب). وقالت ملالا (15 سنة) في حديث بثّ عبر الفيديو خلال قمة نساء من العالم المنعقدة في نيويورك: «سنعلم 40 فتاة، وأدعوكم جميعاً لدعم صندوق ملالا لنحوّل تعليم 40 فتاة إلى 40 مليون فتاة». وقبل أسابيع قليلة من الانتخابات العامة المقررة في 11 أيار المقبل، صرحت بادام زاري، أول امرأة تترشح من منطقة القبائل التي ينشط فيها متمردو «طالبان، بأنها لم تتلق أي تهديد، لكنها لا تستطيع تنظيم حملة علنية وتكتفي بزيارة منازل وعقد مجالس للنساء الذين يسمح لقلة منهم بالتصويت في هذه المنطقة. وقالت ربة المنزل التي لا تجيد القراءة والكتابة على رغم أنها متزوجة من مدير مدرسة: «لست خائفة، وسأخوض الانتخابات بشغف، بقلب نظيف وضمير نقي. هدفي هو تثقيف الجيل المقبل من بنات ونساء، وخدمتهن». ولا تشغل أي امرأة من المنطقة القبلية أي من المقاعد ال60 المخصصة للنساء في الجمعية الوطنية بالبرلمان الباكستاني، ولكن جرى انتخاب سيدتين من القبائل عن إقليم بلوشستان (جنوب غرب) عامي 2002 و2008. هولندا توقف تسليم باكستاني إلى أميركا في لاهاي، أوقفت محكمة هولندية أمس، ترحيل هولندي من أصل باكستاني يشتبه بانتمائه لتنظيم «القاعدة» إلى الولاياتالمتحدة وأعلنت أنه لن يتم تسليمه إلا بعد أن تضمن واشنطن حصوله على نفس العلاج الذي يحصل عليه في هولندا من مرض نفسي. وورد في حيثيات القرار أن قاضي لاهاي «يحظر على الدولة ترحيل صابر خان طالما لا تستطيع الولاياتالمتحدة أن تضمن» حصوله على نفس نوع العلاج من مرض اضطرابات ما بعد الصدمة. وخان (26 سنة) مطلوب في الولاياتالمتحدة بتهمة التخطيط لشن عمليات من بينها تفجير انتحاري في قاعدة عسكرية أميركية في ولاية كونار شرق أفغانستان. ويواجه خان خمس تهم متعلقة بالإرهاب أمام محكمة في نيويورك، إلا أنه لم يتم الكشف عن التفاصيل ومن غير الواضح ما إذا كان الهجوم الانتحاري قد وقع فعلاً. وكان وزير العدل الهولندي ايفو اوبستيلتين قدم موافقته النهائية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، على ترحيل خان، إلا أنه قال إنه لا يمكن ترحيله إذا لم يتم ضمان حصوله على نفس العلاج الذي يحصل عليه في هولندا من «اضطرابات ما بعد الصدمة» التي يقول محاميه إنه أصيب بها بعد تعرضه للتعذيب في سجن باكستاني. ويتلقى خان الذي يعاني كذلك من الاكتئاب، علاجاً بتقنية حركة العين في هولندا، وهو علاج غير مستخدم في السجون الأميركية، طبقاً لوثيقة المحكمة. وقالت السلطات الأميركية إن هذا العلاج «غير مستخدم أو مقبول عالمياً. وليس علاجاً مستخدماً من قبل مكتب السجون». وكان خان خسر في شباط (فبراير) الماضي، طلباً لوقف ترحيله بعد أن رفضت محكمة هولندية مرافعات محاميه بأن الولاياتالمتحدة شريكة في تعذيبه في باكستان وأن حقوقه ستنتهك في حال ترحيله إلى سجن أميركي. وعقب ذلك تقدم محاموه بطلب مستعجل ثان وافق عليه القاضي أمس، قالوا فيه إنه لا يمكن ترحيل خان في حال عدم ضمان حصوله على علاج مماثل لما يحصل عليه في هولندا. واعتقل خان في 23 أيلول (سبتمبر) في مداهمة في مدينة كويتا غرب باكستان. ونقل جواً إلى هولندا في نيسان (أبريل) 2011 بعد أن سلمته إسلام آباد، وأعيد اعتقاله فور وصوله مطار شيبول في أمستردام. وتقدم مسؤولون أميركيون بطلب رسمي لترحيله إلى الولاياتالمتحدة بعد ذلك بشهرين. وصرح أندري سيبرغتس محامي خان لوكالة فرانس برس أنه سيتقدم بطلب للإفراج عن خان ويلغي طلباً تم التقدم به أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في نفس القضية. وأضاف: «موكلي راض جداً بالحكم». وذكر مسؤولون في القضاء الهولندي الجمعة أنهم سيدرسون الحكم قبل أن يقرروا التقدم بطعن فيه.