اعلنت السلطات الباكستانية امس، اعتقال «القيادي الكبير» في «القاعدة» الفرنسي الجزائري الأصل نعمان مزيش، في كويتا كبرى مدن اقليم بلوشستان (جنوب غرب) المحاذي للحدود مع ايران وافغانستان، استناداً الى معلومات وفرها يونس الموريتاني، «عضو قيادة اركان القاعدة المسؤول عن عملياتها الدولية»، الذي اوقف في كويتا ايضاً في 5 ايلول (سبتمبر) 2011. وابلغ الموريتاني المحققين خلال استجوابه أن «مزيش دخل باكستان آتياً من ايران، واعتزم الانتقال الى افريقيا»، وانه «قيادي في خلية هامبورغ (شمال المانيا) التي احتضنت منفذي اعتداءات 11 ايلول2001». ويعتقد الجيش الباكستاني بأن الزعيم السابق ل «القاعدة» اسامة بن لادن كان كلّف الموريتاني شن هجمات في استراليا واوروبا والولايات المتحدة، تستهدف خصوصاً انابيب غاز ونفط ومحطات كهرباء وناقلات نفط، عبر مهاجمتها بزوارق سريعة مفخخة تجوب المياه الدولية. لكن مزيش ليس احد قادة «القاعدة» المدرجة اسماؤهم على لوائح مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (اف بي آي)، ووزارة الخزانة الأميركية التي تعرض مكافآت كبيرة مقابل الادلاء بمعلومات قد تؤدي الى اعتقالهم. وفي مدينة تولوز الفرنسية، اقتحم مسلح أمس مصرف «الائتمان الصناعي والتجاري» (سي آي سي)، معلنا انتماءه الى تنظيم «القاعدة» واحتجز لساعات 4 رهائن، قبل ان تتدخل قوات الأمن لاعتقاله جريحاً وتحرير الرهينتين الاخيرتين معه. ويُعتقد بأن المسلح اقدم على احتجاز الرهائن بعد فشل محاولته السطو على المصرف، لذا سعى الى التشبه بالمتشدد محمد مراح الذي قتل 7 اشخاص في 3 اعتداءات نفذها في المدينة ذاتها بين 11 و19 آذار (مارس) الماضي، قبل تصفيته في 22 منه. وسارع المسلح الى طلب حضور وحدة العمليات الخاصة في الشرطة (ريد)، قبل ان يبلغ المدعي العام ميشال فاليه في موقع العملية أن «دوافعه دينية وليست مادية». لكن معلومات رشحت عن معاناته من انفصام في الشخصية وتوقفه منذ فترة عن تلقي العلاج، «ما يزيد الشكوك في شأن انتمائه الى القاعدة». وفرضت الشرطة طوقاً امنياً قطره 200 متر حول المصرف، واستدعت وحدات تدخل خاصة من بوردو (جنوب غرب) ومرسيليا (جنوب شرق) الى تولوز، علماً ان جرائم مراح في آذار كشفت ثغرات في نظام مكافحة التجسس الفرنسي الذي واجه انتقادات بسبب عدم تعامله بجدية مع زيارات مراح لباكستان وافغانستان.