انزاحت الأغطية واستيقظت «الجنادرية» تتحسس جسدها وتتأكد من عدم نقص أطرافها، لتتغذى عروقها بدمائها الأصيلة، وتروي للأجيال عن تكونها في صغرها وكبرها.. قديمها وحاضرها. وحافظت الأيام المشمسة على مدار أعوامها على طابعها الودي الصحراوي المميز بالحفاوة والترحيب التلقائي، ومتشبثة طوال تلك الأعوام بمواريثها وثقافتها. وعلى رغم تسارع تقدم الحياة بثقافات جديدة وتقنيات حديثة، إلا أنها بفضل حسها الفطري والخيال المتصل بفضائها الفسيح حافظت على مواريثها وفنونها الشعبية. واستقبل معرض «حرس الحدود» المشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 28، زواره أمس بحلة جديدة، تمثل ذلك في استحداث طرق متعددة للعروض المصورة، والمجسمات الآلية الحديثة التي تستخدمها «حرس الحدود». وأشار المشرف على المعرض النقيب مسفر بن غنام القريني في تصريح صحافي أمس (حصلت «الحياة» على نسخة منه) إلى أن المعرض هذا العام يشتمل على الكثير من الأقسام التي تعرف الجمهور على أعمال ومهمات «حرس الحدود» ويستعرض تاريخ نشأتها، والتطور الكبير الذي شهده هذا القطاع الحيوي المهم على مر السنين. فيما خصصت الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض زاوية للمرسم الحر لمشاركة زوار جناح وزارة التربية والتعليم في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية 28، إلى جانب تقديم دورات للطلاب الموهوبين والمميزين في الفن التشكيلي. وأوضح مدير النشاط الطلابي في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض مدير لجان تعليم الرياض بالجنادرية الدكتور أنور بن عبدالله أبو عباه في تصريح صحافي أمس أنه تم تخصيص قسم للفن التشكيلي لاكتشاف مواهب الزوار، ولاسيما الطلاب والطالبات، وإبراز إبداعاتهم وحث أولياء الأمور والمجتمع على صقل مواهبهم. ومن جانبه، أشار رئيس قسم النشاط الفني في الإدارة المشرف على قسم الفنون الجميلة في مهرجان الجنادرية 28 سليمان بن عبدالمحسن الرويشد إلى أن مكان العرض سيكون في مقر وزارة التربية والتعليم في الجنادرية «الدور الثاني» الصالة الأولى، إذ تشتمل على نبذة عن مسابقة الرياض الدولية وتاريخها وأهدافها وعرض لبعض أعمال الدورتين الأولى والثانية، ونبذة عن مسابقة الوطن في عيون الأجيال، وتاريخها وأهدافها. من جهته، شهد بيت المنطقة الشرقية المتربع في وسط أرض المهرجان الوطني للتراث والثقافة ال28، تدفق زوار توافدوا أمس على أرض الجنادرية للاطلاع على محتوياتها الحضارية والتاريخية، إذ تجولوا في أنحاء متفرقة من بيت المنطقة الشرقية، يرافقهم مشرفون على البيت، الذي استعرضوا أمام الجميع محتويات البيت وما تمثله أدواته من تاريخ عريق عاشه الآباء والأجداد في الماضي، إلى جانب الاطلاع على أجنحة الإدارات والهيئات الحكومية في المنطقة الشرقيّة، مقدمة نموذجاً من التطوّر الذي تشهده المنطقة.واستقطبت الحرف اليدوية في بيت المنطقة الشرقية الزوار الذين تابعوا الإتقان والدقة في تنفيذ أعمال الحصف والنجارة والصوف والحدادة، في حين بلغ عدد الحرف المشاركة في المهرجان 60 حرفة قديمة ما بين رجالية ونسائية. ويعد بيت الشرقية من الواجهات التي يقصدها زوار الجنادرية، لما يتمتع به من مساحات واسعة وتنوع كبير في ما يقدمه الزائر، إضافة إلى محطات للاستراحة في المقهى الشعبي الذي يقدم الشاي والقهوة وبعض المأكولات الشعبية الخفيفة.