سيول، موسكو، نيويورك - أ ب، رويترز، أ ف ب - رفعت كوريا الشمالية حدة التوتر الى ذروة جديدة أمس، وهددت بمهاجمة الشطر الجنوبي احتجاجاً على انضمامه الى خطة أميركية لتفتيش السفن المتجهة الى الشمال، تحسباً لنقلها مواد نووية وأسلحة دمار شامل. وواصلت بيونغيانغ تجارب إطلاق الصواريخ لليوم الثالث على التوالي، كما أعادت تشغيل مفاعل يونغبيون النووي، في حين أعلنت روسيا اتخاذ إجراءات عسكرية وقائية، خشية نشوب نزاع نووي في شبه الجزيرة الكورية. وأكدت بيونغيانغ التي كانت خلال السنوات الأخيرة أحد اكبر مصدري الصواريخ في العالم، أنها لم تعد ملزمة بهدنة العام 1953 التي أعقبت الحرب الكورية (1950-1953)، واعتبرت قرار سيول الانضمام عضواً كاملاً الى «المبادرة الامنية لمكافحة أسلحة الدمار الشامل» بمثابة «اعلان حرب». (راجع ص 8) ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن ناطق باسم الجيش تحذيره من ان «أي عمل عدائي في حق سفننا المسالمة، بما في ذلك التفتيش والمصادرة، سيُعتبر انتهاكاً لا يُغتفر لسيادتنا وسنرد فوراً بضربة عسكرية قوية». تزامنت تهديدات بيونغيانغ، مع تقرير نشرته صحيفة «شوسون ايلبو» الكورية الجنوبية، أفاد بأن كوريا الشمالية عاودت تشغيل مفاعل يونغبيون لإعادة معالجة الوقود النووي. في نيويورك، واصلت الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن، مداولاتها حول إصدار قرار يدين التجربة النووية لكوريا الشمالية، وقد يفرض عقوبات إضافية عليها. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان القرار لن يُعلن قبل نهاية هذا الأسبوع، فيما أشارت السفيرة الأميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس الى أن المداولات «ستحتاج الى بعض الوقت». وفي موسكو، دعا وزير الخارجية سيرغي لافروف مجلس الأمن الى التعبير «عن موقف حازم» حيال بيونغيانغ، لكنه رفض «معاقبتها لمجرد العقاب». ونقلت وكالة «انترفاكس» عن مصدر ديبلوماسي روسي ان بلاده تؤيد إصدار المجلس قراراً ملزماً في إطار الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. وردا على بيونغيانغ، أكد البيت الابيض ان كوريا الشمالية لن تحصل على الاهتمام العالمي الذي «تتوق اليه» من خلال التهديدات التي لن تثمر سوى عن «زيادة عزلتها»، في حين جددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التزام بلادها الدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان.