طبيعة جبلية انسيابية خضراء، ماشية ترعى على السفوح وفي السهول الممتدة، قرى ريفية جميلة تحافظ على التقاليد العريقة، كنائس قديمة، بحيرات صافية، قمم مهيبة تتحول في الشتاء إلى بساط أبيض ساحر... إنها المناطق البديعة المحيطة بميونيخ، تلك المدينة الألمانية الزاخرة بالمعالم الأثرية والسياحية من قصور ومتنزهات شاسعة ومقاه عصرية تتوزع على جوانب الطرقات، ناهيك عن المهرجانات التقليدية المبهرة، حيث يجد السائح كل ما يحبه لقضاء إجازة مختلفة. تتوافر في ميونيخ فرص الترفيه للصغار والكبار على حد سواء، إذ يمكنك البدء برحلة في مياه بحيرة تيجرن زيه أو أمر زيه أو شتارنبرغر زيه، ثم الاستمتاع بشرب القهوة وأكل الحلوى في أحد المقاهي المنتشرة على الضفاف. أو التوجه إلى بحيرة شتارنبرجر زيه التي تبعد مسافة نصف ساعة فقط بالسيارة أو بالمترو من وسط المدينة، وتعد مسبح أهل ميونيخ وثانية أضخم بحيرات بافاريا وواحدة من خمس بحيرات رائعة الجمال. كما تستطيع التنزه في بحيرة تيجرن زيه القريبة من جنوب شرقي ميونيخ على مدار العام. وتجتذب التجمعات الصغيرة الواقعة على جانبي ضفاف البحيرة السياح لعمل زيارة قصيرة عند توقف المراكب قربها، ومنها منتجع الاستشفاء باد فيس زيه والقصر الشهير والكنيسة المبنية على طراز الباروك. ومن هناك يمكنك الانتقال إلى بحيرة شلير زيه الواقعة على مسافة قصيرة من بحيرة تيجرن زيه وبحيرة شبيتسينج زيه التي ترتفع نحو 1085 متراً عن مستوى سطح البحر وتتميز بعذوبة مياهها وجودتها العالية. ويمكن القيام بجولات تنزه طويلة في أحضان الطبيعة الخلابة هناك. كما تعد جبال روت فاند أعلى الجبال في هذه المنطقة. وعند الانتقال من ميونيخ في اتجاه مدينة سالزبورغ، سوف تشاهد السفن الشراعية الملونة التي تتهادى على صفحات مياه بحيرة كييم زيه. وقصر الملك لودفيج الثاني هيرن كييم زيه الرائع الذي يقع على جزيرة هيرن إنزل. الدهشة لن تفارقك عند ركوب السفينة عبر بحيرة كونيج إلى قلب الحدائق القومية المسماة «بيرشتسجادين»، حيث تشع البحيرة ضوءاً أخضر صافياً كالكريستال، وتحيط بها الجبال من كل جانب والتي يبلغ ارتفاع أعلى قممها حوالى 2714 متراً. و يمكن لمحبي رياضة تسلق الجبال والتزلج ورحلات التجول بلوغ القمة بالقطار المعلق من دون عناء. يعد ميدان مارين بلاتس في قلب مدينة ميونيخ وجهة لا تفوّت، إذ يحتضن كثيراً من المعالم السياحية مثل سوق فيكتوالين وصالة شرانين هالا التي تحتوي على أكشاك متعددة تقدم تشكيلة متنوعة من المشروبات والمأكولات الشهية. أما دار البلدية الجديدة ذات الطراز المعماري القوطي الحديث فتتميز بأجراسها الكثيرة ومجموعة التماثيل التي تدور على ارتفاع 85 متراً. وعلى مقربة منها يقع مبنى البلدية القديم ذو الطراز المعماري القوطي والذي لا يقل عن مبنى البلدية الجديد جمالاً وفخامة. وعلى بعد أمتار توجد كنيسة القديس بطرس العجوز أو «ألته بيتر» وهي أقدم كنائس ميونيخ. ويمكنك الصعود إلى قمة برج الكنيسة والاستمتاع بالمنظر الساحر لميونيخ. وعلى مسافة خطوات معدودات تقع كنيسة النساء أو «فراون كيرشه» الرائعة. ويمكنك أثناء جولتك الاسترخاء في أحد المقاهي المنتشرة على جانبي شارع لودفيج وشارع ليوبولد بالمنطقة التجارية أو في الحديقة الإنكليزية التي تبلغ مساحتها 373 هكتاراً وتضم البرج الصيني الشهير الذي شيد قبل 200 عام. كما تنتشر الحدائق الفيحاء على ضفاف نهر الإيزار الذي يمر وسط ميونيخ لمسافة 13 كيلومتراً. وتعد حديقة الألعاب الأولمبية التي أنشئت عام 1972 المكان المثالي للتنزه خلال الشهور الدافئة. هنا يطل علينا البرج الأولمبي الشاهق ويبلغ ارتفاعه 290 متراً. وهو يتيح لك رؤية منظر رائع لكل المدينة والجبال المحيطة خصوصاً عندما تكون السماء صافية. متاحف وقصور وكنائس تشتهر ميونيخ بأنها مدينة ثقافية عالمية الطابع، إذ إنها تضم مئات المتاحف والمعارض الفنية والقصور الأثرية والكنائس، والكثير من الكنوز الثقافية والفنية التي يجب ألا تفوتك زيارتها، أو بعضها على الأقل، ومن أبرزها المتاحف الثلاثة المخصصة للوحات والرسومات الفنية في شارع بارر شتراسه في منطقة شفابينج. ثم الانتقال إلى دار الفن الواقعة الى جوار الحديقة الإنكليزية التي تعرض مقتنيات فنية وتاريخية ترجع إلى مختلف العصور الفنية. وكذلك زيارة مبنى لنباخ، وهو أحد المنازل الذي تم بناؤه للرسام «فرانس فون لنباخ»، على الطراز التوسكاني في القرن التاسع عشر، ويضم عدداً كبيراً من الأعمال الفنية التي تنتمي إلى مجموعة الفنانين التعبيريين «الفرسان الزرق». أما متحف بافاريا القومي فيوفر لك فرصة التعرف إلى التماثيل التي تنتمي للعصر القوطي، وفن صناعة الذهب كما كانت في نهاية عصر النهضة، وسجاد الحائط الثمين والقطع الأثرية النادرة التي ترجع إلى عصر الباروك والروكوكو. وإذا توافر لك الوقت لا تفوت فرصة زيارة المتحف الألماني الذي يعرض سفناً شراعية ونماذج لطواحين هواء وكبسولات فضائية وقاطرات ديزل وأناساً آليين مستخدمين في مجال الصناعة، وآلات الأرغن، وسفن إنقاذ وغيرها كثير. وإن أردت التعرف إلى تاريخ ميونيخ، فعليك حضور المعارض المؤقتة والدائمة التي يقيمها متحف المدينة للاطلاع على الوثائق والسجلات التي تتناول تاريخها. قصر «نيمفينبورج»، الذي كان مقراً للحاكم البافاري «فيتلسباخ» لسنوات طويلة، من أهم المقاصد السياحية في المدينة. وأكثر ما يلفت الانتباه في مبنى القصر الحدائق الشاسعة التي تضم عدداً من نافورات المياه وجداول المياه وقلاعاً صغيرة متوارية في جنبات الحدائق الخلفية. وفي المنطقة الشمالية لميونيخ يقع قصر «شلايس هايم» الذي تم تشييده على طراز الباروك المعماري، حيث نلمس هنا كل ألوان ترف الحياة الملكية، وقد كان مقراً صيفياً لأمير بافاريا. وفي وسط ميونيخ بالقرب من دار الأوبرا، يقع «قصر ميونيخ» وهو مقر الإقامة الشتوية سابقاً، والذي تم بناؤه وترميمه وتجديده وإعادة بنائه على مدار القرون الخمسة الماضية. كما يوجد في المناطق المحيطة بمدينة ميونيخ عدد كبير من القصور الشهيرة تستحق الزيارة. كما تضم المدينة نحو 300 كنيسة تمثل أساليب بنائها كافة الفنون والمدارس المعمارية تقريباً. ترفيه واستجمام تتوافر في ميونيخ وسائل وفرص الترفيه المتنوعة للأطفال والعائلات. فعلى سبيل المثال يمكنك زيارة حديقة الحيوان هيلابرون التي تجتذب الأطفال وعلى الأخص رؤيتهم البيئة المعيشية للحيوانات الأليفة التي توجد في المنطقة الساحرة للمحمية الطبيعية إيزاراون. وتتيح الحديقة الاقتراب من الحيوانات ومداعبتها، كما يوجد فيها قطار متجول. أما إذا كنت من المهتمين، أنت أو أطفالك، بعالم الحيوان تحت سطح البحر فلا بد من جولة في حوض الأحياء المائية الضخم المعروف باسم «الحياة البحرية»، وفي نهاية الجولة الصعود إلى قمة برج حديقة الألعاب الأولمبية والاستمتاع بمنظر جبال الألب والمناطق الطبيعية الخلابة. ويستطيع الأطفال هواة الرياضة مزاولة السباحة داخل حمامات السباحة المغلقة والمفتوحة المتوافرة في المدينة والاستمتاع بالمنزلقات المائية وأبراج القفز وأحواض الأمواج. ويُعد حمام «مولر الشعبي»، من أهم حمامات السباحة التي تم بناؤها في بدايات القرن العشرين. ويمكن قضاء يوم جميل هناك والاستمتاع بالاستحمام في مبنى أثري مزخرف بالرسومات والنقوش الفنية الجميلة. كما يمكنك التجول داخل ميونيخ وخارجها بخفة وسرعة أكثر بالاستعانة بالدراجات بدلاً من استخدام السيارة نظراً الى وجود شبكة ممتازة من الطرق المعدة خصيصاً لسير الدراجات. تسوق وترف القيام بجولة تسوق جزء لا يتجزأ من برنامج زيارة المدينة، حيث هناك كافة الإمكانات والفرص الرائعة للتسوق وهوس الشراء من بوتيكات أشهر الماركات العالمية. ويمثل ميدان مارين بلاتس المفعم بالحركة والحياة بلا شك نقطة البداية للانطلاق في أية جولة تسويقية. الفخامة والترف هما شعار أشهر شوارع ميونيخ. إنه شارع ماكسميليان الراقي الذي ينفرد عن غيره بأرقى وأفخم البوتيكات لأشهر مصممي الأزياء والموضة، والتي تعرض الممتاز والمتميز والأحدث والأجمل من الأزياء العالمية والمجوهرات الثمينة وغيرها. أما متاجر شارع ريزيدنس شتراسه التي تولت في الماضي توريد البضائع إلى البلاط الملكي فتعرض المنتجات التقليدية. كما تدعو المحلات والحوانيت المنتشرة في تياتينرهوف وطرقات بيروسا وطرقات تياتينر إلى جولات التسوق الممتعة بما تقدمه من ملابس فاخرة للحياة اليومية. أما محلات قصر برايسينج فتعرض القطع الفنية الجميلة والسجاد الحريري الفخم والثريات الراقية. ولا تقل أناقة المتاجر المنتشرة في السرايا الخمس «فونف هوفه» وشيفلر بلوك عن مثيلاتها في شارع ماكسميليان، والتي تبعد أمتاراً قليلة عن ميدان مارين بلاتس، فهي تعد بحق جنة التسوق للأزياء الحديثة والذوق العالي والأطعمة الفاخرة ومستلزمات المنزل. أما المنطقة الممتدة بين حديقة القصر ولوتبولد بلوك من شارع برينير فتقدم المنتجات التي تجمع بين الفخامة والتميز مثل السيارات فائقة السرعة ومستلزمات الديكور المنزلي والسجاد الفخم والشالات الحريرية الفاخرة وملابس الأطفال الأنيقة، علاوة على متاجر الخزف المشهور نيمفينبورجر.