قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إن بلاده تحبذ إحياء اللجنة الرباعية، التي تضم إلى مصر السعودية وإيران وتركيا، لمتابعة الأزمة السورية، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده لم تحسم بعد موقفها في شأن رفع الحظر على إرسال أسلحة إلى سورية. وجاءت تصريحات عمرو في نهاية زيارته إلى فرنسا أمس حيث التقى الرئيس فرانسوا هولاند ونظيره الفرنسي، موضحاً انه أثار مع الجانب الفرنسي إحياء اللجنة الرباعية، معتبراً أنه «الطرح الوحيد الموجود»، وأوضح أن «إيران تؤيد الرئيس السوري بشار الأسد، وهي موجودة على الأرض. ومن هنا حاولنا أن نضم إيران إلى المبادرة والحوار مع من لهم تأثير». وأضاف: «نقول للإيرانيين أنكم جزء من المشكلة ولديكم فرصة أن تكونوا جزءاً من الحل. والنظام السوري في شكله الحالي في طريقه إلى الخروج. فهل ترغب إيران بالخروج معه من المنطقة، أو بالعكس يكون لها دور في الحل وتحافظ على مصالحها». وأضاف أن تسليم مصر سفارة سورية إلى «الائتلاف» المعارض غير مطروح، مشيراً إلى أن مصر منفتحة على جميع أطياف المعارضة السورية، وعبر عن أمله ب «توافق المعارضة، وطمأنة جميع الطوائف فيها بما فيها الطائفة العلوية»، مضيفاً انه «مهم جداً القول لهم إن للجميع دوراً في سورية الجديدة، وأنه لن يظلم أحد». من جهة أخرى، نقلت وكالة «فرانس برس» عن فابيوس قوله لمحطتي «بي أف أم-تي في» و «إذاعة مونتي كارلو» أمس أن فرنسا لم تحسم بعد موقفها في شأن رفع الحظر على إرسال أسلحة إلى سورية، مؤكداً أنه يجب تحديد «ما إذا كان من الممكن أن نثق» في المعارضة السورية. وأضاف: «علينا أن نعطي رداً في نهاية أيار (مايو). حتى ذلك الوقت لا أستطيع أن أقول اليوم نعم أو لا». وتابع: «لن نسلم أسلحة إذا كانت هذه الأسلحة ستذهب إلى متطرفي المعارضة» السورية. وسعت باريس في الأسابيع الأخيرة من أجل رفع هذا الحظر. وقال فابيوس: «يجب القيام بعمل دقيق جداً لنعرف من نواجه». وأضاف: «عقدنا الأسبوع الماضي اجتماعاً في لندن وطلبنا حضور معاذ الخطيب (رئيس الائتلاف الوطني السوري) وغسان هيتو (رئيس الحكومة الموقتة التي شكلتها المعارضة السورية) وسليم إدريس (رئيس هيئة الأركان للجيش السوري الحر)». ويفترض أن يستقبل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في لندن في 10 و11 نيسان (أبريل) نظراءه في مجموعة الثماني. وقال فابيوس: «سيكون هؤلاء المحاورون أمامنا حتى نشكل فكرة عما إذا كان بوسعنا الوثوق وما إذا كان يمكننا إيجاد حل سياسي»، مؤكداً بذلك شكوك العواصمالغربية في المعارضة السورية المنقسمة وغير المنظمة بشكل جيد. وأضاف: «إذا استمرت الأمور كما هي اليوم، سورية ستنفجر ما بين قوس إيراني سوري من جهة، والمتطرفين السنة من القاعدة من جهة أخرى. وإن أردنا تفادي ذلك، يجب التوصل إلى حل يقوم على عملية انتقال سياسية بين أشخاص عقلاء في المعارضة وبعض عناصر النظام لكن ليس بشار» الأسد الرئيس السوري. إلى ذلك، صرح مصدر ديبلوماسي تركي أمس أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيتوقف الأحد المقبل خلال جولته في الشرق الأوسط في إسطنبول لإجراء محادثات مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو في شأن الأزمة السورية والنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.