قُتل 13 فتى بحريق شبّ في مدرسة للمسلمين في يانغون، اعتبرته الشرطة حادثاً، لكن مسلمي أقلية الروهينجيا يشتبهون في أنه جزء من عنف يمارسه بوذيون ضدهم. وأعلنت السلطات مقتل 43 شخصاً ونزوح 12 ألفاً، بعنف بين بوذيين ومسلمين في بلدة ميكتيلا وسط البلاد الشهر الماضي، تضمن تدمير مساجد وامتد إلى 15 بلدة أخرى، قبل تدخّل الجيش. وفي عام 2012، أسفرت مواجهات بين بوذيين ومسلمين في ولاية راخين، عن 180 قتيلاً و125 ألف نازح. واندلع الحريق فجراً في عنبر النوم لمدرسة مجاورة لمسجد في حي وسط يانغون، حيث كان 70 شخصاً، ما أدى إلى مقتل 13 فتى. ورجّح جيران وشهود أن تكون أبواب عنبر النوم مغلقة، بسبب مخاوف أمنية بعد عنف المرحلة الأخيرة. وقال شاهد إن الفتية «ماتوا لأنهم لم يستطيعوا القفز من النوافذ التي أُغلقت بقضبان حديد». وأعلن مسؤول في مسجد نُقل إليه الفتية الناجون، أن الشرطة أخذت إماماً لاستجوابه. وكان قائد شرطة يانغون العقيد وين ناينغ قال إن تحقيقاً قد يؤدي إلى توجيه تهمة القتل بسبب الإهمال، للمسؤولين عن المسجد، إذ نجح معظم الأشخاص في الهروب، بعدما حطّم رجال الإطفاء أبواب المبنى التي كانت مغلقة. ولفت ضابط في مصلحة الإطفاء المركزية إلى أن الحريق «نجم عن شدة سخونة محوّل كهربائي»، مشيراً إلى أن الفتية «ماتوا اختناقاً بعد استنشاقهم دخاناً» في الطبقة الأرضية. وأعلنت الشرطة أن «تحقيقها أفاد بأن الحريق نجم عن التيار العالي في المسجد». والأعطال الكهربائية شائعة في ميانمار، وتشكّل مع ارتفاع الحرارة السببين الرئيسين للحرائق في يانغون. لكن شرطة مكافحة الشغب طوّقت مكان الحادث حيث تجمّع حشد مسالم، للحؤول دون حدوث مواجهات. وأعلنت هيئة إطفاء يانغون تشكيل فريق مع الشرطة وشركة الكهرباء وممثلي جماعات إسلامية للتحقيق في أسباب الحريق، خصوصاً أن تلك الجماعات «تتساءل هل الأمر يتعلق بجريمة؟»، كما قال مسؤول في إحداها، فيما تحدث آخر عن «ريبة» حول أسباب الحريق. وقال مدرّس للضحايا الذين شارك حوالى 5 آلاف شخص في تشييعهم أمس: «أعتقد أن أحداً أضرم النار عمداً». وأشار شهود إلى انبعاث رائحة بنزين، إذ قال شاين وين، رئيس مجموعة للشبيبة المسلمة: «بعض التلاميذ والأساتذة الذين تمكنّوا من الهرب، قالوا إنهم لاحظوا سائلاً في الطبقة الأرضية، وأن رائحته شبيهة ببنزين». لكن ناطقاً باسم الرئيس ثين سين حضّ على «الامتناع عن تصديق المعلومات المنشورة على الإنترنت، وهدفها إثارة نزاع ديني».