من المستحيل أن تقول إن أياً من الطرفين تمنى أن تضعه القرعة حيث وضعته، وبعد تلك المقدمة من السهل القول إن القرعة حققت على الأقل آمال جماهير متشوقة لسهرة كروية حافلة، ولن ينتظر أحد أقل من ذلك حينما يحل يوفنتوس الإيطالي ضيفاً ثقيلاً على بايرن ميونيخ الألماني اليوم (الثلثاء) في ذهاب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وسيكون «الأليانز أرينا» شاهداً على ذهاب الصراع الألماني-الإيطالي، إذ يحمل «اليوفي» لواء بلاده في هذه البطولة بعد خروج الميلان من دور ال16 على يد برشلونة، كما يعقد الطليان آمالهم على «السيدة العجوز» لإعادة المقعد الأوروبي الرابع الذي ذهب لمصلحة الألمان، ويستند يوفنتوس على تاريخه المميز مع الألمان في دور ربع النهائي، إذ استطاع العبور في خمس مواجهات سابقة. وبطبيعة الحال، لن يلتفت «الزعيم البافاري» إلى هذه الأرقام، فلغة الميدان وحدها الفصل بين الفريقين، خصوصاً أن البايرن كسب آخر مواجهة جمعت الفريقين بأربعة أهداف في مقابل هدف في إيطاليا، ضمن دور المجموعات عام 2010. ويدخل يوفنتوس المواجهة معنويات مرتفعة بعد كسبه للند إنتر ميلان بهدفين في مقابل هدف السبت الماضي واقترابه من حسم «الكالتشيو»، إلا أن البافاريين أرادوا أن يظهروا أكثر جاهزية وقوة بإلحاقهم بهامبورغ أكبر خسارة في تاريخ النادي، بعدما أمطروا شباكه بتسعة أهداف في مقابل هدفين السبت الماضي، في رسالة أكثر حدة للضيف الإيطالي. وفي ظل القوة الهجومية المرعبة التي يسطرها بايرن ميونيخ، إذ سجل مهاجموه في «البوندسليغا» 78 هدفاً. في المقابل لم تفلح أندية إيطاليا في الوصول إلى شباك يوفنتوس سوى في 19 مناسبة في 30 مباراة، كأقوى دفاع في دوري أقوى الدول دفاعياً «السيريا أ». ويعول المدرب الإيطالي أنتونيو كونتي على الترسانة الدفاعية المميزة التي يمتلكها، خصوصاً الثلاثي الدولي «بونوتشي، وبارزاغلي، وكييليني» لإيقاف المد الهجومي البافاري بقيادة «ماريو غوميز، وريبري، وماندزوكيتش، وآرين روبن، وتوني كروس، وتوماس مولر» الذين يعول عليهم المدرب العجوز يوب هاينكس لفك الحصون الإيطالية. ولم يخسر اليوفي الذي توج بلقبه الثاني والأخير عام 1996 في مبارياته ال18 الأخيرة في البطولة القارية، على خلاف وصيف النسخة السابقة بايرن ميونيخ الذي توج بلقبه الرابع الأخير عام 2001 قبل أن يخسر نهائيي آخر ثلاثة بطولات. ويسير العجوز الألماني هاينكس بخطوات ثابتة لإنهاء مميز لمسيرته في القلعة البافارية، بعد تأكيد رحيله نهاية الموسم، تاركاً منصبه لمصلحة الداهية الإسباني بيب غوراديولا الذي اختار البعد عن ميونيخ بغية عدم التشويش على عمل المدرب، خصوصاً أن بايرن ميونيخ قاب قوسين أو أدنى من حسم بطولة الدوري، إذ يكفيه الفوز في أي مباراة مقبلة للتويج باللقب، إضافة إلى تأهله لنصف نهائي كأس ألمانيا لكرة القدم وأدائه المميز في البطولة القارية. وإن اختلفت القراءات إلا أن ما هو مؤكد أن الجميع موعود بسهرة كروية لن يقبل من خلالها الألمان مغادرة ضيفهم الإيطالي من دون إكرامه، وعلى عكس ذلك يتطلع عشاق ال«بيانكونيري» بأن تكون ميونيخ محطة تمهيدية لإعلان تأهلهم من تورينو.