أبقت قيادات في قوى 8 آذار اجتماعها في الرابية أمس، على الباب مفتوحاً أمام إجراء المزيد من المشاورات لبلورة موقف موحد من تسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة وطبيعة هذه الحكومة، وشددت على تمسكها بمشروع «اللقاء الأرثوذكسي» لقانون الانتخاب وضرورة دعوة الهيئة العامة في البرلمان لمناقشته وإقراره. وكانت قيادات في 8 آذار اجتمعت في الرابية في حضور رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون وعضو التكتل الوزير جبران باسيل وزعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية ومعه الوزير السابق يوسف سعادة، إضافة الى المعاون السياسي للأمين العام ل «حزب الله» حسين خليل، ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا والنائب هاغوب بقرادونيان عن «حزب الطاشناق». وعلمت «الحياة» من مصادر مقربة من المجتمعين أن مسألة تنقية الأجواء بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والعماد عون حضرت بامتياز وطغت على المواضيع التي نوقشت، إضافة الى علاقة الأخير برئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان. وقالت المصادر المقربة إن حسين خليل يتولى مهمة تنقية الأجواء بين بري وعون وهو تنقل لهذه الغاية بين مقر الرئاسة الثانية في عين التينة والرابية قبل أن يخضع رئيس المجلس لعملية جراحية ويمضي الآن فترة من النقاهة. ولم تستبعد هذه المصادر انضمام فرنجية الى خليل للتواصل بين بري وعون بغية إعادة العلاقة الى حالها الطبيعية بعد أن شهدت توتراً سياسياً على خلفية اتهام بري من النواب المنتمين الى تكتل التغيير بأنه وراء إعاقة إقرار المشروع «الأرثوذكسي» في البرلمان بسبب عدم دعوته الهيئة العامة للانعقاد، إضافة الى الاختلاف بينهما حول التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء الركن أشرف ريفي الذي أحيل أول من أمس على التقاعد لبلوغه السن القانوني. وأكدت أن بري وقف الى جانب التمديد لريفي خلافاً لموقف عون الرافض التمديد له، وقالت إن الأول كان أبدى تريثاً في دعوة البرلمان الى الانعقاد للتصويت على الأرثوذكسي بذريعة أنه يدفع في اتجاه إقحام البلد في انقسام حاد بسبب معارضة «جبهة النضال الوطني» و «تيار المستقبل» له. ولفتت الى أن عون ما زال يصر على طرح المشروع الأرثوذكسي في الهيئة العامة، باعتبار أنه يتيح له «حشر» حزبي «الكتائب» و «القوات اللبنانية» اللذين أيدا المشروع من دون أي تحفظ. واعتبرت مصادر أخرى أن عون يسعى الى تحقيق انتصار إعلامي من وراء دعوة البرلمان للنظر في المشروع الأرثوذكسي مع أنه يدرك جيداً أنه غير قابل للتطبيق. أما في شأن تشكيل الحكومة الجديدة،فإن النقاش في الرابية بقي محصوراً في العموميات على أمل معاودة الاجتماعات شرط أن تكون موسعة بغية بلورة موقف موحد على رغم أن مصادر في «المردة» أكدت ل «الحياة» أنها لا تستبعد إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة. لكن هذه المصادر تحدثت عن تريث في انتظار أمرين، الأول التأكد من الموقف النهائي لرئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط، والثاني معرفة الحصيلة النهائية للمشاورات الجارية بين قيادات «14 آذار» مع أن المعلومات المتوافرة حتى الساعة من مصادر رفيعة في المعارضة تجمع على أنها مع تشكيل حكومة حيادية تتولى الإشراف على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وفي هذا السياق، أكدت هذه المصادر أن مجرد التفكير بتشكيل حكومة وحدة وطنية يعني أن التوجه العام يميل الى التمديد للبرلمان ومن يراهن على ذلك عليه أن يعلن عن موقفه في العلن وألا يحمّل الآخرين تبعات هذا الموقف. وفي المقابل، يحاول عون من خلال إصراره على عقد جلسة لإقرار الأرثوذكسي أن يوحي بأنه ضد التمديد للبرلمان مع أن جميع الأطراف تعتقد بأن هناك استحالة لإجراء الانتخابات في موعدها. كما أن الموقف داخل قوى 8 آذار من إعادة تسمية ميقاتي لم يحسم حتى الساعة، والسبب يعود الى أنها تنتظر ما ستسفر عنه المشاورات الجارية بين جنبلاط من جهة وبين بري وقيادة «حزب الله» من جهة ثانية.