أراد مدافع برشلونة الإسباني جيرار بيكيه أن يحظى السويدي زلاتان ابراهيموفيتش بفرصة قيادة هجوم فريقه الحالي باريس سان جرمان الفرنسي عندما يتواجه الطرفان غداً الثلثاء في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا، وحصل على مبتغاه بعد أن قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تخفيف عقوبة مهاجم النادي الكاتالوني السابق إلى مباراة واحدة. «ابراهيموفيتش، أنا شخصياً أريده أن يلعب»، هذا ما قاله جيرار قبل أن يتخذ الاتحاد الأوروبي قراره بتخفيف عقوبة المهاجم السويدي الذي دافع عن ألوان برشلونة موسم 2009-2010، من مباراتين إلى واحدة لطرده في المباراة أمام فالنسيا الإسباني في ذهاب ثمن النهائي في 12 شباط/فبراير الماضي. وبات بإمكان ابراهيموفيتش خوض ذهاب الدور ربع النهائي للمسابقة القارية العريقة أمام برشلونة لأنه غاب عن مباراة اياب الدور الثاني أمام فالنسيا. وتابع قلب دفاع النادي الكاتالوني: «أريد أن أرى الأفضل على أرضية الملعب، لا أريد أن يكون هناك عذر وأن يقولوا بأننا تأهلنا لأنه كان غائباً». من المؤكد أن مشاركة ابراهيموفيتش ستضيف نكهة مميزة إلى مباراة «بارك دي برانس» لأن الجمهور سيشهد مواجهة العمالقة مع بيكيه كون طول الأول يبلغ 1,92 متر، ووزنه 85 كلغ والثاني1,95 متر، و95 كلغ. ولا تنحصر صفة العمالقة بالمواصفات الجسدية للاعبين بل تمتد دون أدنى شك إلى انجازاتهما، إذ فاز بيكيه بكل شيء ممكن (كأس العالم وكأس أوروبا والدوري الإسباني وكأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا...)، فيما توج «ابرا» بطلاً في هولندا وإيطاليا وإسبانيا. كما سيكون اللقاء بين الزميلين السابقين مواجهة الكبرياء الناجم عن الإنتماء الكاتالوني لبيكيه وغرور النجوم بالنسبة لابراهيموفيتش، كما يعتبر اللاعبان مركز ثقل في فريقيهما إذ أصبح الأول سيد الدفاع في النادي الكاتالوني في ظل الإصابات المتكررة للقائد كارليس بويول، فيما فرض الثاني نفسه "ملك" النادي الباريسي بعد أن انتقل إليه الصيف الماضي من ميلان الإيطالي، إذ سجل حتى الآن 25 هدفاً في 27 مباراة في الدوري الفرنسي. لكن تألق «ابرا» في ملاعب الدوري الفرنسي لم يمتد هذا الموسم إلى الساحة القارية إذ اكتفى بتسجيل هدفين فقط وذلك أمام فريقين تأكد خروجهما من الدور الأول وهما دينامو كييف الأوكراني ودينامو زغرب الكرواتي، فيما لم يقدم شيئاً يذكر في المباراتين أمام بورتو البرتغالي في دور المجموعات وفي ذهاب الدور الثاني أمام فالنسيا (2-1) حيث طرد المهاجم السويدي في الثواني الأخيرة بسبب لعبة خطرة. اما بالنسبة لبيكيه، فقد أصبح أكثر نضوجاً نتيجة مشاركته مع منتخب بلاده ومساهمته الصيف الماضي بقيادته للاحتفاظ بلقب كأس أوروبا، وهو الأمر الذي سمح له، بحسب تعبيره، في أن يقدم المستوى الذي ظهر عليه هذا الموسم مع برشلونة الذي يتصدر الدوري المحلي بفارق 13 نقطة عن غريمه ريال مدريد: «لقد أصبحت أقوى وأكثر تحفيزاً، برشلونة يلعب بطريقة رائعة وهذا الأمر يساعدني»، هذا ما قاله بيكيه الذي وجد نفسه الموسم الماضي على مقاعد الاحتياط بسبب توتر علاقته بمدربه حينها جوسيب غوارديولا الذي انتقد كثيراً إسلوب حياة مدافعه لأنه لا يتناسب مع طريقة عيش لاعب كرة القدم لأنه كان تحت الأضواء طيلة الوقت خارج الملعب بصحبة صديقته المغنية الكولومبية الشهيرة شاكيرا. وسيستعيد بيكيه وابراهيموفيتش ذكريات الموسم الذي عاشاه معا في برشلونة، ويتحدث المدافع الإسباني عن هذه المسألة، قائلاً في حديث لشبكة «كنال بلوس»: «لا أعتقد أن من الصحيح القول بأنه لم يخلق للعب في هذا الفريق (برشلونة). لقد سجل الكثير من الأهداف خلال القسم الأول من الموسم. لكن بعدها تأثر بقرارات المدرب. فضل بيب غوارديولا أن يمنح ثقته للاعبين آخرين ووجد زلاتان نفسه في دور ثانوي وليس في الدور الأساسي الذي يفضله. لم يحصل على ما أراده». ومن المؤكد أن المواجهة بين بيكيه وابراهيموفيتش في مباراة الغد ستكون أقل حميمية من الصورة التي ضجت بها وسائل الاعلام وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي في أيار/مايو 2010 حيث كان اللاعبان يقفان معاً بطريقة تبين مدى صداقتهما إلى جانب سيارة.