دعا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام إلى «اتخاذ تعاليم الإنجيل المقدس نبراساً لنشر المحبة والسلام، خصوصاً في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها سورية، وأن نسترشد بوحيه ونتابع نشر الأمل والفرح والحوار والإصلاح والألفة والمحبة». وقال البطريرك لحام خلال ترؤسه قداس الفصح في كاتدرائية الروم الكاثوليك في دمشق: «كما انتهى درب صلب السيد المسيح بالقيامة نرجو الله أن ينتهي درب صلب عالمنا العربي بالقيامة ولا سيما درب سورية»، داعياً الشعب السوري إلى «مزيد من المحبة والعمل يداً واحدة لإيقاف نزيف الدم السوري». وأشار لحام إلى «أنه أرسل رسالة إلى البابا فرنسيس دعاه فيها وكل الشرفاء في العالم إلى العمل من أجل سلام وأمن واستقرار سورية». واحتفل الكاثوليك في سورية الاحد بعيد الفصح وسط اجواء يسودها الحزن، بعضهم في مناطق عمها الخراب بسبب اعمال العنف كما في الغسانية بشمال البلاد. فقد تحولت هذه القرية المسيحية الواقعة بين محافظة ادلب (شمال غرب) ومحافظة اللاذقية الساحلية (غرب) الى مدينة اشباح يسكنها نحو 15 شخصاً بعد ان كان تعداد سكانها قبل النزاع الدامي يبلغ نحو 10 آلاف شخص بينهم ست عائلات مسلمة. وقال جورجيو (88 سنة) وهو من آخر السكان الذين ما زالوا في القرية التي دمرها القصف «اننا لم نتمكن حتى من الاحتفال بالجمعة العظيمة. لأننا لم نجرؤ على الخروج من منازلنا». وعلى رغم ذلك ذهب جورجيو الى الكنيسة للاحتفال بعيد الفصح الى جانب آخرين من سكان القرية ومع اربع راهبات وكاهنين. وقال جورجيو الذي فر ابناؤه الستة بعد ان دمرت منازلهم اثر القصف «اننا شعب سلام ولسنا شعب حرب، اننا نريد السلام للعالم أجمع». وعند مدخل الغسانية تمثال ضخم للقديس جاورجيوس يقتل تنيناً حطمت نصفه قذيفة فيما حمل مزار للسيدة العذراء على سطح احد المنازل آثار القصف. كما ان احدى الكنائس الثلاث الموجودة في القرية والتي تعود الى الطائفة الانجيلية تحمل آثار القصف حيث دمرت احدى القذائف جزءاً من السقف. وتحولت طوابق ابنية الى ركام اثر الغارات الجوية. ويقوم الرجال الذين لم يغادروا القرية بحماية المنازل التي بقيت بمنأى عن الدمار. ولم توفر اجواء الحزن العاصمة دمشق التي تشهد اطرافها معارك وعمليات عسكرية. ويقول ناجي (32 سنة) الذي فقد اخاه منذ ثلاثة اشهر «هذا العيد حزين، لا عيد لدينا في العائلة». وتقول فاديا (53 سنة) وهي مترجمة بحسرة «اي عيد في هذه الايام، اني اخجل من كلمة عيد والبلد مجروح». وتضيف فاديا التي تقطن حي القصور بالقرب من احدى الكنائس التي شهدت في احد الشعانين الماضي حماية امنية كبيرة «ان العيد يأتي في ظروف لا تشعر فيها ببهجة اي شيء بعد ان غادر البلاد الكثير من اقاربنا واصدقائنا». وتستطرد «ان حينا كان يعج بالناس في مثل هذه الايام الا انه اليوم هادئ بشكل مميت، ان الناس باتوا خائفين من الخروج من المنزل». وبث التلفزيون السوري صوراً للقداديس التي اقيمت في العاصمة بمناسبة عيد الفصح، حضر بعضها عدد قليل من المصلين. وقد دعا البابا فرنسيس الاحد في اول رسالة بابوية الى المدينة والعالم الى «السلام» والى «حل سياسي» في «سورية الحبيبة».