أبدى أحد سكان حي الورود في تبوك امتعاضه من استمرار تجمع مياه الأمطار أمام منزله منذ ما يزيد على 18 عاماً. ويكشف أبومحمد عن السبب في تجمع المياه طوال تلك المدة على رغم وجود نقطة لتصريف المياه بالقرب من منزله، موضحاً: «نقطة التصريف تعطلت منذ أعوام، إذ انكسر الأنبوب الموصل من النقطة إلى وادي أبونشيفة، الذي يقوم بتصريف المياه المتجمعة في شارع أبوبكر الصديق أثناء إنشاء الممشى، والغريب أن العمال في ذلك الوقت دفنوا الأنبوب متجاهلين إصلاحه». ويضيف: «تقدمت بشكوى إلى البلدية قبل أن تتحول إلى أمانة في وقت لاحق، إلا أن الموظفين لم يتجاوبوا مع الشكوى، ولم يكلفوا أنفسهم بالخروج إلى الموقع، بل إنهم أصرّوا على عدم وجود مشكلة في نقطة التصريف وأنها تقوم بوظيفتها على أكمل وجه». ويلفت أبومحمد إلى أنه ليس الوحيد المتضرر من تعطل نقطة التصريف، «جميع سكان الحي يعانون مثلي، ولكن للأسف لم يتجاوب معنا أحد»، مؤكداً: «لو كانت النقطة تقوم بوظيفتها ولا يوجد فيها عطل، لما لجأت الأمانة إلى سحب المياه عبر الصهاريج كل ما هطلت الأمطار على تبوك». ويتابع: «الإهمال في إصلاح الأنبوب وعدم التجاوب مع شكاوى المواطنين، تسببا في زيادة التكاليف على خزانة الدولة، فالأمانة حالياً تستأجر الصهاريج لشفط المياه المتراكمة في شارع أبوبكر الصديق الفاصل بين حيي الورود والمروج»، مؤكداً أنهم دائماً يستفسرون منه عن موقع نقاط التصريف عندما يريدون شفط المياه، وهذا يؤكد أنه لا توجد خرائط أو مخططات لهذه النقاط. ويعود أبومحمد بالذاكرة إلى الوراء أعواماً طويلة: «أمير المنطقة الأمير فهد بن سلطان لم يبخل على المنطقة بأي شيء، وكان وجّه بعمل مشروع فوري لتصريف المياه، وكان ذلك قبل تخطيط حي المروج المقابل لمنزلي، وفعلاً بادرت البلدية بعمل نقاط تصريف للمياه من أمام منزلي ويقطع حي المروج كاملاً وصولاً إلى وادي نشيفة القريب من الدوار الدائري قرب فندق صحارى، وهي مسافة تقدر بنحو 500 متر، إلا أن هذا المشروع تعطل بسبب كسر أو عطل في الأنبوب، وبذلك ضاعت تلك الملايين هباء منثوراً، مع أنه لم تصرف إلا لراحة السكان مواطنين ومقيمين». ويستطرد: «معاناتنا مستمرة، بل إنها أحياناً تتحول إلى مأساة، ولا أبالغ في هذا الوصف، فنحن نغرق كلما هطلت أمطار غزيرة، بينما تحولنا إلى فرجة للآخرين الذين يتجمعون أمام البحيرة الناشئة أمام منزله»، مضيفاً: «سياراتنا تضررت، إضافة إلى أن زوجاتنا وبناتنا لا يخرجن من المنزل في مثل هذه الظروف، إذ نخاف عليهن كلما جاءت الأمطار». أبومحمد لا يريد تعويضه بأي شيء، وهو لا يبحث عن مكاسب مادية، «كل ما يهمني أن تقوم الأمانة بعملها، بداية من ضرورة فحص نقاط التصريف وهل تقوم بوظيفتها بتسريب المياه إلى الوادي كما هو الهدف من إنشائها، أرجو من المسؤولين في أمانة تبوك أخذ الأمر في الاعتبار، والتفاعل مع هذه الأسطر في أقرب وقت ممكن».