سجلت حصيلة اليوم الأول للأمطار في تبوك وفاة طفل عمره عام، وتضرر 18 منزلاً، وإنقاذ شخصين، وإسكان ست عائلات، تضررت منازلها من الأمطار والسيول الجارفة التي اجتاحت المنطقة والمراكز والقرى التابعة لها، وفقاً لما أوضحه العقيد ممدوح بن سليمان العنزي الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني بالمنطقة. وأضاف العقيد العنزي، أن وحدات الدفاع المدني ودوريات السلامة المتمركزة في شوارع وأحياء مدينة تبوك تمكنت من سحب وإنقاذ 25 سيارة وثلاثة باصات طلاب وطالبات، وإنقاذ سيارتين في وادي السلو، كما أنه تم فصل التيار الكهربائي عن بعض المحلات التجارية في الشارع الفاصل بين حيي الورود والمروج نظراً لارتفاع منسوب مياه الأمطار. وقال إنه تم كذلك مباشرة 18 منزلاً دخلتها المياه في حي أبوسبعة، وقد تم إسكان ست عوائل في شقق مفروشة لتأثر منازلها بشكل كامل بمياه الفيضانات، أما البقية فقد تم سحب المياه من منازلهم وعادوا إليها بعد الاطمئنان على سلامتهم. وأكد العقيد العنزي مشاركة طائرتي بحث وإنقاذ تتبع قاعدة الملك فيصل الجوية في تمشيط طريق ضباء والبديعة، الذي تأثر من السيول، وأنه تم إنقاذ شخصين كانت سيارتهما عالقة في الأودية. واختتم العنزي حديثه بالتأكيد أن دوريات الأمن وفرق الدفاع المدني منتشرة في الميدان وتتابع الأوضاع بدقة بالغة، وتتعامل معها بسرعة لتقديم المساعدة لأي شخص يتعرض لأي مشكلة. وقد انتشرت أمس صور ومقاطع فيديو على موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك وتويتر» لأمطارٍ غزيرة، هطلت على المنطقة، تسببت في غرق الشوارع وتعطيل الحركة المرورية. كما أظهرت الصور التي تم تناقلها فوضى عارمة اجتاحت الشوارع، وسببت تعطل عديدٍ من المركبات، مما أدى إلى تذمر الأهالي من مشروع تصريف مياه الأمطار. فيما أكدت الإمارة على لسان المتحدث الرسمي أن الوضع مطمئن، وأنه لم تسجل أي حالة وفاة، باستثناء حادثة الطفل الرضيع، الذي سقط من يد والدته، وجرفته المياه، وتم انتشال جثته. وفي ظل هذه الظروف الجوية، قال المدير العام للتربية والتعليم في منطقة تبوك الدكتور محمد بن عبدالله اللحيدان: إنَّ غزارة الأمطار التي تشهدها المنطقة، استدعت تعليق الدراسة أمس، وكذلك تعليقها اليوم، فيما تم توجيه مديري المدارس بممارسة صلاحياتهم في تعليق الدراسة في مدارسهم، خصوصاً في القرى والمحافظات الواقعة في الأطراف، وفقاً لما يرونه مناسباً. وجاء في بيان صحفي صدر أمس عن إمارة المنطقة، تلقت «الشرق» نسخة منه، أنه بفضل من الله، شهدت المنطقة بدءاً من فجر أمس، أمطاراً غزيرة، مصحوبةً بعواصف رعدية، شملت مدينة تبوك ومراكزها ومحافظات حقل وضباء والمراكز التابعة لها. وبيَّن الناطق الإعلامي بالإمارة علي بن مصلح القحطاني، أن المنطقة تعيش لحظات خير وبركة، استبشر الجميع بها، وأنه حرصاً من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، رئيس اللجنة المحلية للدفاع المدني، تم التوجيه بالعمل وفق الخطط المُعدة مسبقاً في مثل هذه الأجواء والظروف، وتكثيف العمل على مدار ال24 ساعة، خاصة أن كثافة وغزارة الأمطار أدت إلى حدوث تجمعات مياه في بعض الشوارع والأحياء، وتعطل عدد من السيارات، نتيجة مرورها في نقاط التجمع، كما بيَّن أن سموه شدد على كافة الجهات المعنية، «الدفاع المدني وأمانة المنطقة وبلدياتها في المحافظات، إضافة إلى إدارات الطرق والمياه والكهرباء»، تكثيف دورياتها وفرق الصيانة فيها لضمان استمرار الخدمات، وتقديم العون والمساعدة العاجلة لمن يحتاجها. وكشف القحطاني، أن عديداً من الأودية المحيطة بمدينة تبوك، ومنها وادي البقار، ووادي الضبعان، ووادي الأثيلي، ووادي المعظم، والديسة وشقري، ووادي روافة، وأودية في محافظات حقل وضباء والبدع، سالت بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة، مضيفاً أن اللجان المختصة بمراقبة الأودية تعمل حالياً في الميدان بالتنسيق مع الدفاع المدني، لمراقبة وضعها، وسرعة اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة في حال شكلت خطراً على حياة السكان. وأشار القحطاني، إلى أن غرفة العمليات المشتركة في الإمارة واللجان الفرعية للدفاع المدني، تتابع الوضع في كافة المحافظات والمراكز، وأن كافة التقارير تؤكد أن الوضع العام مطمئن جداً، فيما عدا الحادثة المؤسفة التي نجم عنها وفاة طفل يبلغ من العمر سنة، بعد ما سقط من يد والدته خلال احتجاز سيارتهم في وادي روافة 110 كم عن مدينة تبوك، حيث قام رجال الدفاع المدني بإنقاذ الوالد والوالدة، وإخراج جثة الطفل. وأشار القحطاني في نهاية حديثه إلى أنه رغم غزارة هذه الأمطار، وفي ظل هذه الأجواء الممطرة، والخير الذي يعم المنطقة، إلا أن كافة الجهات، ولله الحمد والمنة، تعمل بسلاسة وجهد مضاعف، بما يضمن سلامة الناس وممتلكاتهم، وليس هناك ما يعكر هذه الأجواء، خاصة مع التعاون الكبير الذي أبداه المواطنون من خلال تفهمهم ظروف غزارة هذه الأمطار، وتعاملهم بمسؤولية معهودة عنهم من خلال توخي الحذر، والابتعاد عن الأودية، واتباع تعليمات السلامة في مثل هذه الظروف، خاصة أن النشرات الجوية تشير إلى استمرار هذه الأجواء في اليومين المقبلين. وأشار القحطاني إلى أن غرفة العمليات المشتركة تتلقى البلاغات على الأرقام التالية: 044236032 – 044228830 – 044249474 نقل 12 مصاباً و13 حالة مرضية أوضح حسام الصالح الناطق الإعلامي بفرع هيئة الهلال الأحمر في منطقة تبوك بأن فرق الهلال الأحمر باشرت أمس 25 حادثاً مرورياً، نقلت خلالها 12 إصابة مع وجود حالات تم علاجها في الموقع، بالإضافة إلى مباشرة حالة نقل الطفل الغريق. كما باشرت الفرق إسعاف 13 حالة مرضية نقل منها عشر حالات مرضية للمستشفى. وأضاف الصالح في تصريح ل «الشرق» بأنه واستعداداً لمواجهة الحالة الطارئة للأمطار والسيول، فقد تم وضع 21 فرقة ميدانية على أهبة الاستعداد من بينها 12 فرقة من الهلال الأحمر، وخمس فرق من وزارة الصحة، وأربع فرق من المستشفى العسكري، مع تدعيم المراكز الإسعافية على الطريق الساحلي في حقل البدع وضباء. إجبار معلمات القري علي الدوام طالب عدد من أولياء أمور المعلمات في قري وهجر محافظة تيماء التابعة لمنطقة تبوك، بالتحقيق في إلزامهن بالدوام رغم سوء الأحوال الجوية وتعليق الدراسة رسمياً، وقالوا إن كثيراً من المعلمات تعرضن لخطورة بالغة بسبب الأمطار والعواصف التي اجتاحت المنطقة منذ ساعات الفجر، وأکدوا أن المسؤولات رفضن غياب المعلمات وأصررن علي حضورهن للمدارس التي تقع في بطون الأودية وتفتقد لأدني مقومات السلامة. وقالوا إن رجال الأمن في نقاط التفتيش المؤدية إلي القري أسهموا في إنقاذهن من خلال منع المرکبات من العبور حرصاً علي سلامة الجميع. تعطل مضخات المياه يربك طرق تبوك كشفت الأمطار التي هطلت على منطقة تبوك بعض العيوب في عملية تصريف مياه الأمطار داخل مدينة تبوك؛ إذ ارتفع منسوب المياه وغطى أجزاء كبيرة من الأرصفة، مما أدى إلى تعطل بعض مكائن الضخ المخصصة لتصريف المياه في معظم الشوارع الرئيسة والفرعية، وقد نجم عن ذلك إغلاق بعض الطرق الرئيسة والفرعية من قبل الجهات الأمنية بسبب كمية الأمطار التي هطلت وعرقلت حركة المرور، وتسببت في تعطل مجموعة كبيرة من المركبات وتوقفها في منتصف الطريق، مما أدى إلى إعاقة حركة السير والانتظار إما بسحبها أو وضعها بجانب الطريق. من جهته، أوضح الدكتور رياض الغبان الناطق الإعلامي لأمانة منطقة تبوك ل «الشرق» بأن تلك المضخات تعطلت لعدم تحملها العمل المستمر لساعات متواصلة منذ بداية هطول الأمطار، مؤكداً بأن هذا العطل لا يعيق جهودهم في عملية التصريف، كما نوَّه إلى أن حفرة تصريف المياه الكبيرة القريبة من فرع وزارة النقل، تعرضت لانكشاف طبقتها الإسفلتية. عدم تعليق الدراسة أمس حمل الدفاع المدني بمنطقة تبوك إدارة التربية والتعليم بالمنطقة مسؤولية عدم تعليق الدراسة أمس إلا بعد حضور الطلاب لمدارسهم، فيما نفت إدارة التربية والتعليم أن يكون هناك تأخير، حيث قال مدير الإعلام التربوي بتعليم منطقة تبوك سعد الحارثي، إن تعليق الدراسة ليس مركزياً، بل إنه من صلاحيات مديري ومديرات المدارس في مدينة تبوك ومحافظاتها، كما أن من صلاحية مدير التعليم الإعلان العام عن تعليق الدراسة، وهو ما حدث أمس فور هطول الأمطار والتأكد من أنها أمطار غزيرة وشاملة، كما تم تعليق الدراسة اليوم بتوجيه من مدير التعليم بالتنسيق مع الدفاع المدني حفاظاً على سلامة أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات. وعلمت «الشرق» من مصادرها أن حي الأثيلي تم إخلاؤه من السكان العاملين في شركات تابعة لمدينة الملك عبدالعزيز العسكرية بعد دخول السيل القادم من وادي البقار. كما تم استدعاء طائرة تابعة للدفاع المدني من محافظة جدة للمشاركة في العمليات. بعض أجهزة الدفاع المدني الخاصة بتصريف المياه أحد المشاريع الحديثة تضرر من الأمطار (تصوير: إبراهيم البلوي) مجموعة من الشباب يحاولون قطع أحد الطرقات إحدى سيارات الدفاع المدني في أحد الشوارع وقد غمرتها المياه سيول جارفة نتيجة الأمطار في حقل أحد الأودية وقد انجرفت فيه إحدى السيارات سيارات في بعض مجاري السيول