سقط عشرات القتلى والجرحى في سلسلة تفجيرات طاولت مساجد شيعية في بغداد وكركوك، في محاولة لتعميق الشرخ المذهبي في العراق. في غضون ذلك حذر مفتي الديار العراقية رافع الرفاعي الحكومة من الاستمرار في المماطلة، معلناً أن «أهل السنة والجماعة سيقدمون مشروعهم البديل للحكم الطائفي، وسيعلنون الإضراب العام إذا فشلت محادثات ممثلي التظاهرات مع رئيس الوزراء نوري المالكي». وسقط أمس أكثر من 30 قتيلاً و 120 جريحاً، بينهم ممثل المرجعية الشيعية. وفجرت 6 سيارات مفخخة وعبوات ناسفة طاولت مساجد وحسينيات شيعية في أحياء الطالبية والزعفرانية والبنوك والقاهرة والجهاد في بغداد، بالإضافة إلى حسينية الإمام الأعظم في كركوك، حيث قتل ممثل المرجعية محسن البطاط. وتبنى «القاعدة» هجمات سابقة خلفت عشرات القتلى والجرحى في بغداد، مهدداً بالتصعيد. ودانت الحكومة ورئاسة البرلمان وشخصيات ومنظمات محلية ودولية تفجيرات أمس واعتبرتها محاولة جديدة لإثارة العنف الطائفي. وتصاعدت المخاوف من الفتنة المذهبية في أعقاب انطلاق تظاهرات حاشدة ومستمرة منذ ثلاثة شهور في الأنبار والموصل وديالى وصلاح الدين وكركوك وأحياء من بغداد، احتجاجاً على ما يعتبره السنة اضطهاداً لهم. وكانت وزارة الداخلية حملت الخطابات التي تتردد خلال التظاهرات مسؤولية تصاعد العنف، لكن الناطقين باسم التظاهرات قالوا إن التفجيرات مستمرة منذ سنوات، ويتهم رجل الدين السني عبد الملك السعدي الحكومة بتدبيرها لرفع مستوى الاحتقان الطائفي. وانطلقت في المدن السنية أمس تظاهرات احتشد فيها مئات الآلاف للمطالبة بإلغاء قوانين الإرهاب والاجتثاث وإطلاق المعتقلين وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة. وانقسم المتظاهرون حول جدوى الحوار مع الحكومة بعد قرار شيوخ عشائر تشكيل وفد للقاء المسؤولين في بغداد. وقال مفتي الديار العراقية رافع الرفاعي في بيان: «نحن طوع إشارة المعتصمين لأنهم يمثلون جانب الحق، ونسير معهم بخطى عمياء كونهم أهل حق لذا سننفذ مطلبهم بإيجاد مشروع لأهل السنة والجماعة وهو آخر الحلول أمام المالكي الطائفي وحكومته المقيتة». وأوضح أن «المشروع تحدده نتائج الوفد الذي سيجري محادثات مع الحكومة وننتظر النتيجة من ممثلي المعتصمين في المحافظات الست الثائرة، فإذا بقيت تماطل وتسوف سنلجأ إلى الإضراب العام».