خلال الشهرين الماضيين تقدمت جهات إسرائيلية، بينها أجهزة أمنية تابعة لسلطات الاحتلال بقضايا لدى المحاكم الأميركية، ضد برنامج «لأجلكم»، الذي يبث عبر شاشة تلفزيون فلسطين الرسمي، ويعتبر حلقة وصل بين الأسرى وذويهم، وذلك بحجة التصوير مع أسر 12 أسيراً تعتبرهم سلطات الاحتلال «إرهابيين»، بادعاء تورطهم في قتل إسرائيليين، بعضهم يحمل الجنسية الأميركية، كما أكدت منال سيف، معدة البرنامج ومقدمته. وعبّرت سيف في حديث الى «الحياة» عن استهجانها لهذه الاتهامات، وهذه القضايا المرفوعة ضد البرنامج والتلفزيون، لافتة إلى أن من بين الحلقات التي من المفترض محاكمتها في الولاياتالمتحدة، تلك التي تشتمل حوارات مع عائلات أسرى، مثل ناصر عويس من مخيم بلاطة، وعبد الكريم عويس من مخيم جنين، وهما قياديان ميدانيان في حركة «فتح»، وقاهرة السعدي، وهي أسيرة محررة، وماجد المصري من نابلس، وإبراهيم حامد من سلوان، وهو قيادي ميداني في حركة «حماس»، وغيرهم. ولفتت سيف إلى أن من بين القضايا المرفوعة ضد برنامج «لأجلكم»، قضية على أغنية «هو في مثله الوطن يابا هو في مثله»، وعلى سيف بادعاء احتضانها في بعض حلقات البرنامج ل «أمهات إرهابيين فلسطينيين»، والحديث هنا عن والدة الأسرى خالد وناصر ومحمد أبو شاويش، كما رفعت قضايا على تغطية جنازة والد الأسير جمال أبو محسن، ووالدة الأسير عبد العظيم عبد الحق. وأضافت سيف: «هناك حملة إعلامية مسعورة ترافق هذه القضايا، منذ نحو شهرين، في قنوات تلفزيونية إسرائيلية وأوروبية، تحديداً في النروج... هم على الدوام يسعون للتشديد على أن «تلفزيون فلسطين يعمل على بث الكراهية ضد دولة إسرائيل»، بل إن الرقابة طاولت الحلقات عبر موقع «يوتيوب» الإلكتروني». وأكدت سيف، ولها شقيق أسير، أنها ستواصل عملها في البرنامج، وتعتبره وسيلة لدعم الأسرى، وتعزيز صمودهم في وجه السجان الإسرائيلي وإجراءاته العنصرية، واصفة الحملة ب «الوقحة»، بخاصة أنها تطاول الأغنيات الإنسانية والوطنية بادعاء أنها تنطوي على مضامين عدائية لليهود، نافية بشدة هذه الاتهامات، ومؤكدة على أن القوانين الدولية كفلت للشعب الفلسطيني النضال ضد الاحتلال وسياساته العنصرية، وما تقدمه لس سوى «نقطة في بحر ما يقدمه الأسرى لوطنهم وقضية فلسطين». وتشير سيف إلى أن ثمة جهة إسرائيلية مهمتها الرقابة على مضامين الإعلام الفلسطيني، وهي ترفد الجهات التي ترفع القضايا بالمعلومات التي يرون أنها تصب في صالحهم، مستهجنة التوجه نحو المحاكم الأميركية، غير مستبعدة أن يكون الهدف الضغط على الجانب الفلسطيني وقيادته، عبر برنامج يبث على التلفزيون الرسمي. وكانت سيف تعرضت في العام الماضي إلى تهديدات من أرقام مجهولة تعتقد بأن من يقف وراءها جهات إسرائيلية، مؤكدة أنها ستواصل العمل بالبرنامج ما لم يصدر قرار بوقفه، وما دامت على قيد الحياة، لافتة إلى أنه لا بد من إنشاء جهة فلسطينية لمراقبة الإعلام الإسرائيلي «بالمضامين التحريضية الواضحة ضد الفلسطينيين والعرب»، وفضحها في المحافل العالمية، ورفع قضايا في المحاكم الدولية ضدها.