على رغم اعتراف القائمين على تلفزيون فلسطين بأن الضائقة المالية وحال «التقشف» اللتين تمر بهما السلطة الفلسطينية هذه الأيام، أثرتا وبشكل كبير على قدرة تلفزيون فلسطين الشرائية، غير أن هذا التلفزيون تمكن من توقيع اتفاقات لبث مسلسلين عرض أول، أحدهما أردني والآخر سوري. المسلسل الأردني هو «باب الواد»، عن نص للكاتب الفلسطيني رياض سيف وإخراج السوري رضوان شاهين، بمشاركة اكثر من 120 ممثلاً اردنياً، من بينهم ياسر المصري ورشيد ملحس ونبيل المشيني وعبير عيسى ومحمد العبادي ونادرة عمران ومحمد القباني وعاكف نجم وصلاح الحوراني وحابس حسين وسواهم. وهو، كما يقول سيف، يؤكد على التلاحم الاردني الفلسطيني عبر التاريخ، إذ يتناول هذا التلاحم من النواحي الانسانية والاجتماعية اكثر من تركيزه على النواحي السياسية. ويتطرق الى الروابط والجذور المشتركة للعائلات الاردنية والفلسطنية هنا وهناك، من خلال قصة درامية نضالية انسانية تظهر الدور الاردني في مساندة الشعب الفلسطيني ابان الانتداب البريطاني ودفاعه ونضاله ضد اليهود انطلاقا من المؤتمر الوطني الاردني في منطقة «ام العمد». ويركز المسلسل على الدور الشعبي والرسمي الاردني في مساندة اشقائهم في فلسطين من خلال مسيرة بطلين اردنيين من ابطال الثورة الفلسطنية ضد اليهود، هما محمد حمد الحنيطي، قائد محمية حيفا، وسرور برهم زعيم ما سمي ب «جماعة الكف الأسود في حيفا»، اضافة الى هادي بن جازي وغيرهم من الابطال. أما المسلسل السوري فهو «شيفون»، للمخرج السوري نجدت إسماعيل أنزور، الذي يناقش قضايا المراهقين وعلاقات الأجيال. وبالإضافة إلى المضمون الفكري الجريء الذي يحمله، فإن المسلسل سيكون بمثابة أكاديمية للتمثيل، ف «جميع الشخصيات الأساسية فيه اختيرت من الوجوه الجديدة، التي لم يسبق ظهورها على الشاشة الصغيرة»، كما أكد المدير العام للبرامج في تلفزيون فلسطين عماد الأصفر. وفي حديثه عن الدورة البرامجية الرمضانية للعام 2011 على شاشة تلفزيون فلسطين، يشير الأصفر إلى استمرار الكوميديا الفلسطينية الساخرة «وطن ع وتر» عن نص وبطولة عماد فراجين، ويشاركه البطولة خالد المصو ومنال عوض، وآخرون. ويعرب الأصفر عن أمله بأن يتحلى المسؤولون الفلسطينيون والفصائل السياسية والأحزاب بسعة الصدر، وتقبُّل النقد البناء، وإن كان في شكل ساخر ولاذع أحياناً، ف «هذه هي طبيعة الكوميديا». وفي الإطار ذاته يقدم تلفزيون فلسطين سلسلة «استكتشات» يومية ساخرة، من بطولة عدد من الفنانين الفلسطينيين الشباب. ويشيرالأصفر إلى أنها ستكون مفاجأة برامج رمضان عبر شاشة فلسطين، مؤكداً أنه لم يُستقر بعد على الاسم النهائي للعمل رغم ان هناك عدداً من الأسماء المقترحة، علمت «الحياة» أن من بينها «إن عاش البلد»، وأن غالبية نجوم العمل، الذي يقترب في محتواه وطريقة تقديمه من البرامج اللبنانية الساخرة، تظهر للمرة الأولى عبر الشاشة الفضية. وتتنوع البرامج على شاشة تلفزيون فلسطين، باتكاء على المنتج المحلي هذا العام، ومن بينها برنامج «أجمل الأمهات»، الذي يتحدث عن سيدات فلسطينيات يعملن في مجالات مختلفة لإعالة أسرهن، بسبب غياب الأزواج، سواء الشهداء منهم أو الأسرى أ غيرهم. وبعد النجاح الذي حققه برنامج «أرزة وزيتونة» للإعلامي ماهر شلبي، العام الماضي، والذي يسلط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، يتواصل البرنامج للعام الثاني على التوالي في رمضان 2011، وإن كان سيتخذ شكلاً مغايراً، إلا أنه سيحافظ على ثيمته الرئيسية، كما يؤكد الأصفر. وللمرة الاولى منذ الانقسام الفلسطيني، سيقدم تلفزيون فلسطين في رمضان برنامج مسابقات من قطاع غزة، وآخر من الضفة الغربية، وهما ميدانيان سيتجولان في محافظات فلسطين، مدناً وبلدات وقرى ومخيمات. وتتواصل في رمضان، وعبر الشاشة الفلسطينية، برامج تبث منذ سنوات، بينها البرنامج الأكثر شعبية «فلسطين هذا الصباح»، وإن كان مع بعض التغيير في فقراته بحيث يتلاءم والأجواء الرمضانية، إضافة الى برنامج «طلات مقدسية» الذي سيركز في رمضان على أجواء «الشهر الفضيل» في مدينة القدس، وبرنامج الأطفال «بيت بيوت» الذي ستضاف إليه فقرة كاميرا خفية خاصة بالأطفال، فضلاً عن برامج الأسرى «في بيت مناضل» الذي سيركز في رمضان على عائلات الأسرى المرضى والأسرى المحررين، الذين يقضون أول رمضان لهم بين أسرهم بعد سنوات داخل زنزانة الاحتلال، وكذلك برنامج «لأجلكم» الذي سيقدم ثلاثة أيام أسبوعياً في محاولة لضمان التواصل بين الأسرى وذويهم في شهر رمضان المبارك. وعلى صعيد البرامج الدينية، يقدم تلفزيون فلسطين برنامجه الرمضاني «الدين يسر» الذي يستضيف يومياً الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، إضافة الى برنامج من مصر بعنوان «مأدبة الرسول». ويقول الأصفر انه رغم الضائقة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية، وتطاول تلفزيون فلسطين، «حاولنا جاهدين أن نقدم خلطة للجمهور الفلسطيني والعربي عبر برامجنا المتنوعة، من مسلسلات عربية وفلسطينية وبرامج دينية واجتماعية ومسابقات».