شهدت بلدة الريحانية في عكار- شمال لبنان اعتداء صارخاً فجر امس، استهدف عسكريين من الجيش اللبناني كانوا في طريقهم الى الخدمة سقط بنتيجته جندي وجرح آخر، ما دفع بالاهالي الى قطع الطريق الرئيسة استنكاراً للجريمة وتضامناً مع الجيش وارتفعت الكلمات التي تؤكد العيش المشترك وحسن الجوار. وكان ستة عسكريين بينهم عنصر من قوى الامن الداخلي ينتظرون فجراً باصاً يقلّهم الى مراكز خدمتهم. وكان يقف 4، بينهم 3 من الجيش وواحد من قوى الامن عند جانب من الطريق عند مفرق البلدة التي ينتمي سكانها الى الطائفة العلوية، ويقف اثنان من عسكريي الجيش عند جانب آخر، حين مر مجهولان يستقلان دراجة نارية وأطلقا النار على العسكرين الاثنين ثم اقتربا منهما وواصلا اطلاق النار وفرّا الى جهة مجهولة. ولم يستعن القتلة برصاص كاتم للصوت، اذ خرج الناس الى الطرق بعد سماع صوت الرصاص، كون المنطقة التي حصل فيها الاعتداء منطقة سكنية، وعملوا على نقل المصابين الى مركز اليوسف الاستشفائي. وتبين ان العسكري ميلاد محمد العيسى توفي على الفور، فيما أُصيب محمد فخر الدين حيدر اصابة حرجة. ونزل الأهالي الى الطريق وقطعوها احتجاجاً فيما نفذ الجيش انتشاراً واسعاً وسيّر دوريات مؤللة وأقام حواجز ثابتة له في عدد من المناطق القريبة من موقع الجريمة. وأوضحت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان طبيعة الاعتداء بالقول انه «قرابة الخامسة والربع فجراً اقدم مجهولان يستقلان دراجة نارية عند مفرق بلدة الريحانية - عكار، على اطلاق النار من سلاح حربي باتجاه عسكريين من الجيش كانا يتجهان الى مركز عملهما، ما ادى الى استشهاد احدهما وجرح الآخر. وباشرت قوى الجيش التحري عن مطلقي النار وملاحقتهما في الاماكن المشتبه بلجوئهما اليها». ونعت قيادة الجيش لاحقاً الجندي العيسى (مواليد عيات - عكار - 1991) وهو متأهل من دون اولاد. ونفذ الجيش لاحقاً مداهمات لتجمعات ومراكز ايواء لنازحين سوريين عند مدخل بلدة البيرة، من دون الافادة عن اي توقيفات او مضبوطات حتى بعد الظهر. تشييع العيسى وأُعيد فتح الطريق في الريحانية بالتزامن مع اقتراب موعد تشييع العيسى بعد صلاة الظهر وسط غضب كبير وحزن لفّ كامل قرى وبلدات محافظة عكار. ولُفّ نعشه بالعلم اللبناني، وأدت ثلة من رفاق السلاح التحية العسكرية. وأكد والده امام جموع المشيّعين، ان ابنه «شهيد الجيش وشهيد كل لبنان»، داعياً الدولة الى «القيام بما هو عليها لجهة كشف الفاعلين ومعاقبتهم»، قائلاً: «الدولة فقط الدولة هي المسؤولة عن امن ابنائها». وشارك في التشييع العقيد توفيق يزبك ممثلاً وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وشخصيات عسكرية وأمنية وفاعليات. وأمّ المصلّين الشيخ حسن العلي في مسجد البلدة، واعتبر في كلمة ان «ليست بلدة الريحانية هي المستهدفة، انما عكار ولبنان ككل هو المستهدف من هذه الجرائم». وقال: «من قام بهذه الجريمة لا ينتمي الى اي دين والاسلام براء منه». وأكد «حسن الجوار ووحدة العيش المشترك بين كل أبناء بلدات عكار ومن دون استثناء». وشدد العقيد يزبك على ان «الجيش ماض في محاربة الارهاب ودم الشهداء لن يذهب هدراً والثوابت الوطنية وشعار الشرف والتضحية والوفاء امانة بأعناقنا جميعاً». وتعليقاً على الاعتداء، رأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية خضر حبيب في بيان «أن هناك أيدي خبيثة تحاول أن تشتت تركيز القوى الأمنية عبر استهدافات خبيثة في التوقيت وفي الشكل. وهذا الاعتداء يشير بوضوح إلى ان المؤسسة العسكرية مستهدفة، نتيجة دورها في الداخل اللبناني الذي يشكل اليوم الضمانة الوحيدة لأمن واستقرار لبنان، في وجه سعاة الفتنة والإرهاب، لأنها عماد هذا الكيان في هذا الظرف السياسي الدقيق، وفي ظل الشغور الرئاسي». وأكد ان «أبناء عكار على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، ركيزة وأساس هذا الجيش، ولا يمكن أي فئة مهما تلطت خلف اي شعارات أن تنال من وحدة العكاريين ووقوفهم صفاً واحداً خلف الجيش اللبناني والقوى الأمنية، المدعوّة اليوم الى الضرب بيد من حديد لحماية لبنان وعكار». واستنكر نائب عكار خالد الضاهر جريمة الريحانية، معتبراً أنها «تصب في محاولات النظام السوري الدائمة لزرع الفوضى في لبنان». وطالب بنشر الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية على طول الحدود. عرسال وكانت وحدات الجيش اشتبكت مع مسلحين في منطقة وادي حميد في عرسال الحدودية مع سورية حاولوا التسلل الى احد مراكز الجيش، وتحدث بيان لقيادة الجيش عن استهداف مركز للجيش في محلة المصيدة في عرسال بنار اطلق من داخل مخيم للنازحين السوريين بالقرب من المركز العسكري. وجاء في بيان قيادة الجيش - مديرية التوجيه ان «بعد منتصف ليل اول من امس، رصدت وحدات الجيش المنتشرة في منطقة وادي حميد - عرسال، مجموعة إرهابية مسلحة تحاول التسلل الى أحد المراكز العسكرية، فتصدت لها قوى الجيش واشتبكت معها بالأسلحة المناسبة، ما أجبر العناصر الإرهابية على الانسحاب والفرار باتجاه الجرود. كما تعرض مركز تابع للجيش في محلة المصيدة - عرسال لإطلاق نار من داخل مخيم للنازحين السوريين القريب من المركز. وردّت قوى الجيش على النار بالمثل، وتعمل على تعقب مطلقي النار لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص». بريتال وفي السياق، سقط صاروخان قبل ظهر امس، الاول في أرض زراعية في بلدة بريتال (البقاع الشمالي) مصدره السلسلة الشرقية، فيما سقط الثاني لاحقاً بين المنازل في البلدة ومصدره السلسلة الشرقية، وفق الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية). وكانت مفرزة استقصاء جبل لبنان أوقفت على ذمة التحقيق، السوريين م. خ كسوم، خ.أ العويس، ج.أ عباس، في مدينة جبيل الساحلية للاشتباه بارتباطهم بتنظيمات إرهابية. وصدر عن قيادة الجيش لاحقاً بيان أوضح فيه «أن صاروخاً سقط بين بلدتي بريتال وحورتعلا، وسقط صاروخ آخر بين بلدتي حورتعلا وطليا، مصدرهما السلسلة الشرقية من دون وقوع إصابات في الأرواح. وسيرت قوى الجيش دوريات في المنطقتين المستهدفتين، وكشف الخبير العسكري على موقعي سقوط الصاروخين».