بلغت الخلافات بين مكونات القائمة «العراقية»، بزعامة اياد علاوي، ذروتها امس بإعلان «جبهة الحوار الوطني»، بزعامة صالح المطلك، وفاة القائمة «على يد الاسلاميين الجدد الساعين الى تقسيم العراق»، فيما اتهمته القائمة بأنه «شاهد زور على نهج الحكومة الطائفي». وكان المطلك حضر جلسة مجلس الوزراء اول من امس مع وزراء كتلته اضافة الى وزراء كتلة «الحل» المنضوية في «العراقية»، وأعلن انجاز «حزمة من القرارات ومشاريع القوانين» تلبي بعض مطالب المتظاهرين في المحافظات السنيّة. الا ان «القائمة العراقية» اعتبرت مشاركته في جلسة الحكومة «إضعافاً للجبهة الوطنية»، ودعته إلى «مراجعة حساباته وموقفه، والاصطفاف مع أهله في الشارع العراقي ومع المشروع الوطني الذي انطلقت منه العراقية». وانتقدت القائمة في بيان «إعلان المطلك عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء تحقيق إنجازات، منها إلغاء المخبر السري، علماً ان اللجنة الوزارية كانت أعلنت هذا الأمر قبل شهور، أما العفو الخاص عن النساء، فقال المطلك انه لا يشمل الموقوفات بموجب قانون الإرهاب، وأكثرهن لا ذنب لهن، بل يشمل العفو المجرمات العاديات فحسب، كما ان القرارين 76 و88 لن يتم إلغاؤهما وإنما استبدالهما بقانون قد يكون أسوأ منهما». وطالبت القائمة المطلك أيضاً بأن «لا يكون شاهد زور على نهج الحكومة الحالية في التقسيم والتهميش والطائفية السياسية»، مؤكدة ان «العملية السياسية في العراق تتجه الى منحى خطير بعد أن استأثر (رئيس الحكومة نوري) المالكي بالقرار السياسي والأمني وضرب عرض الحائط مبدأ الشراكة الوطنية التي تشكلت بموجبه الحكومة». وتابعت ان «القوى الوطنية قدمت جملة من المطالب المشروعة لرئيس الحكومة، ولم تقابل إلا بالإهمال، بل زادت الممارسات القمعية من ناحية، وإقحام الجيش في الصراعات الداخلية واستهداف الشركاء في الملفات المفبركة من ناحية أخرى، ما دفع القوى الوطنية إلى تعليق حضورها جلسات مجلس الوزراء». واتهم المتحدث باسم «جبهة الحوار» حيدر الملا «الاسلاميين الجدد» بالسعي الى «تقسيم العراق»، وقال في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه ان «الهدف من الزيارات المكوكية للإسلاميين الجدد إيران وتعهدهم إحياء اتفاق 1975، وكذلك لقاء رئيس البرلمان أسامة النجيفي مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري هدفه الحصول على الدعم لتقسيم العراق، كما ان تحركات الإسلاميين الجدد إعلان غير رسمي لوفاة القائمة العراقية». وتابع: «هناك خطر كبير يواجه العراق في المرحلة الحالية يتمثل بالإسلاميين الجدد وإيران، كون الطرفان يريدان استخدام العراق من اجل تحقيق مشاريعهما في المنطقة، لإحداث تغييرات في الجغرافية السياسية، وكذلك محاولة لإعادة إنتاج المنطقة على أسس طائفية». وذكر الملا ان «مشروع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن القاضي بتقسيم العراق وجد من ينفذه على أكمل وجه من الإسلاميين الجدد، أما إيران فهي أفضل حليف في هذا المشروع التقسيمي الذي التقت إرادات عدة على تنفيذه». ولفت الى ان «جبهة الحوار ترى ان الإسلاميين الجدد لديهم الاستعداد الكامل للتعامل مع المحتل الأميركي وحتى مع اليمين الصهيوني في سبيل تحقيق مشروعهم الطائفي التقسيمي، إذ ليست لديهم خطوط حمر، ونرى أيضاً ان ما قام به «الإخوان المسلمون» في مصر خير دليل على ذلك، لا سيما دعوات عصام العريان لعودة الإسرائيليين إلى مصر للعيش فيها، وكذلك وصف الرئيس المصري محمد مرسي الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بالصديق العزيز». وزاد الملا ان «الإسلاميين الجدد تعاونوا أيضاً مع النظام الإيراني، لا سيما ان هدف الزيارات هو تقديم التنازلات إلى طهران حتى وصلت إلى أحياء اتفاقية عام 1975، وهي خير دليل وشاهد على عمق العلاقة مع النظام الإيراني متناسين دماء العراقيين التي سالت دفاعاً عن الأرض العراقية في حرب الثماني سنوات». إلى ذلك، قال النائب عن «الحوار» رعد الدهلكي ل «الحياة» ان وزراء كتلته «باشروا مهماتهم من جديد بعد جلسة الوزراء الثلثاء الماضي والتي حققت الشيء الكثير من مطالب المتظاهرين»، مشيراً الى ان «زعيم الجبهة صالح المطلك لا يكترث كثيراً للاتهامات التي تكال ضده لأسباب انتخابية وهو يسعى الى خدمة الشعب العراقي والحفاظ على وحدة العراق والوقوف بوجه اجندات التقسيم». وأبدى الدهلكي أسفه «لنشر غسيل القائمة العراقية في وسائل الاعلام بهذه الطريقة المؤسفة»، وأضاف ان «الصراع على انتخابات مجالس المحافظات أوصل الأمور الى هذا الحد». وكان المطلك اتهم في وقت سابق قادة تحالف «متحدون». وقال إن هذا التحالف «شكل أساساً من مجموعة كيانات تسلقت الى العراقية بطريقة خبيثة»، مؤكداً ان «تشكيلها غدر بمشروعنا الوطني وكان انشقاقاً اساسياً عن القائمة». ويتألف تحالف «متحدون» من كتل يرأسها رئيس البرلمان اسامة النجيفي ووزير المال المستقيل رافع العيساوي اضافة الى زعيم «صحوة العراق» الشيخ العشائري احمد ابو ريشة.