على وقع إعلان قائد منتخب لبنان لكرة القدم لاعب وسط فريق شاندونغ لياونينغ الصيني رضا عنتر اعتزاله اللعب دولياً بعد مسيرة استمرت 14 عاماً، يخوض منتخب لبنان مباراته الثلثاء أمام نظيره الأوزبكستاني في طشقند، مستمداً من فوزه الجمعة على تايلاند في بيروت معنويات قوية. المباراة تقام ضمن منافسات المجموعة الأولى في الدور الرابع من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقررة في البرازيل عام 2014، التي تشهد جولتها السابعة أيضاً سيول مواجهة قوية بين منتخبي كوريا الجنوبية وقطر في سيول. وتتصدر أوزبكستان ترتيب المجموعة برصيد 8 نقاط من 5 مباريات، تليها كوريا الجنوبية ولها 7 نقاط من 4 مباريات، ثم إيران وقطر ولكل منهما 7 نقاط أيضاً من 5 مباريات، ويأتي لبنان أخيراً برصيد 4 نقاط. في طشقند، يخوض منتخب لبنان إختباراً صعباً في هذه التصفيات التي لفت فيها الأنظار في الدور الثالث عندما تخطى منتخبات مثل كوريا الجنوبية والكويت والإمارات ليحجز بطاقته إلى الدور الرابع للمرة الأولى في تاريخه. لكنه في الدور الرابع كان بعيداً جداً عما قدمه في الثالث، كما ان فضيحة التلاعب بنتائج المباريات التي هزت الكرة اللبنانية وأدت إلى إيقاف عدد من اللاعبين إنعكست عليه قبل أن يمحو آثارها بفوز كبير على ضيفه التايلاندي بخمسة أهداف في مقابل هدفين في تصفيات كأس آسيا 2015. ولا شك أن مدرب منتخب لبنان، الألماني ثيو بوكير، راقب أداء المنتخب الأوزبكي في مباراته مع نظيره الإماراتي الجمعة الماضي أيضاً في تصفيات آسيا ونجح فيها الأخير بتحويل تأخره إلى فوز 2-1. ولفت بوكير في المؤتمر الصحافي الحاشد في طشقند، إلى أنه يتطلع لتكرار العرض الجيد الذي قدّمه في تصفيات كأس آسيا أمام تايلاند، مع إدراكه إختلاف المستوى بين الفريقين، وتقّدم الكرة الأوزبكية على نظيرتها اللبنانية على صعيد البنية التحتية والقاعدة والأندية. وتوّقع بوكير مباراة صعبة أمام أوزبكستان، وشدد: "المهم الا نرتكب أخطاء، وإدارة الجهد وتوزيع المهام وترجمة اللياقة بالفنيات وتطبيق التكتيك والإرتداد عند خسارة الكرة". ورداً على سؤال إن كان فوز الإمارات على أوزبكستان في تصفيات كأس آسيا هو عامل مساعد بدوره، إعتبر بوكير أنه من الصعب المقارنة بين مباراة وأخرى والبناء عليها، كما أن المنتخب الإماراتي سجّل تطوراً كبيراً في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن المنتخب الأوزبكي سيسعى بكل مقدرته للتعويض على أرضه وسيكون حافزه أكبر، وأضاف: "خسارته في الإمارات لا تناسبنا". وذكّر بوكير بحال الكرة اللبنانية، فقال: "أين كنا قبل عامين وأين أصبحنا (...)". وأضاف: "المطلوب تحصين ذلك بهدوء ورؤية متقدمة لأن النقلة السريعة مضرة أحياناً إذا لم تدعّم من القاعدة. المطلوب نقلة ثابتة تؤسس على مراحل. علينا تعزيز ما بلغناه لنعيد الكرّة لاحقاً وبسهولة أكبر ونتقدّم من خلال عمل أكبر وبطاقة أعلى. وذلك يتطلّب تحديد ما نريده وكيف العمل لبلوغه والأدوات اللازمة له إستناداً إلى ما واجهناه والخبرة التي إكتسبناها، لأن لكل حالة ومرحلة ظروفها ومقتضياتها". وعما إذا كانت عقوبات التوقيف المتخذة بحق عدد من اللاعبين أثرت على خططه وبرنامج عمله، رأى بوكير أن تجاوز ذلك يتطلّب عملاً دؤوباً وقال: "أنا أتطلّع إلى الأمام وتطوير قدرات اللاعبين المتوافرين وتحفيز آخرين، وكان الفوز على تايلاند برهاناً جلياً، المهم الا نحبط ونحاول دائماً"، مؤكداً أن المباراة أمام أوزبكستان بوصلة لما نحن عليه وما يجب فعله. وعن قرار رضا عنتر الإعتزال، علماً انه لم يرافق المنتخب إلى أوزبكستان لإرتباطه مع فريقه الصيني، قال بوكير: "يُشكر رضا على الجهد الذي بذله، هو لاعب مميز وذكي ويحسن اختيار الوقت المناسب لقراراته". وجاء إعلان الاعتزال على صفحة عنتر الخاصة عبر حسابه على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، عازياً الأسباب إلى "الإرهاق الذي أصابه جراء السفر الطويل". وكتب عنتر على حسابه: "إنه قرار يراودني منذ مدة طويلة، إلا أن الوقت حان لإعلانه، لعبت للمنتخب الوطني مدة 14 سنة وأحمل ذكريات رائعة كثيرة، بيد انه في حياة كل شخص هناك نقطة يجب أن يصل فيها إلى نهاية". وزاد: "لهذا أعلن إعتزالي عن اللعب مع المنتخب الوطني، والسبب بكل صراحة أنا مرهق. خصوصاً أن السفر المتواصل لمسافات طويلة أصابني بالتعب البدني وأود أن اقضي بعض الوقت مع إبني. الآن هو الوقت المناسب للاعبين الشبان لكي يحصلوا على الفرصة لإثبات أنفسهم في المنتخب". وأمل عنتر الأفضل للجميع في المنتخب وكرة القدم اللبنانية والجمهور. ويعد عنتر (32 سنة)، المولود في سيراليون عام 1980، من أفضل من أنجبتهم الملاعب اللبنانية، وهو تدرّج مع فريق التضامن صور وقاده عام 2001 إلى لقب كأس لبنان ولقب الدوري الذي ألغي بداعي التلاعب، ثم إنتقل للإحتراف مع هامبورغ الألماني من عام 2001 حتى 2003 (24 مباراة وهدفان)، وإنتقل إلى مواطنيه فرايبورغ من عام 2003 الى 2007 (106 مباريات و31 هدفاً) وكولن من 2007 الى 2009 (52 مباراة و9 أهداف) ، قبل أن يحترف في الدوري الصيني مع شاندونغ لياونينغ ولعب معه 57 مباراة حتى الآن سجل خلالها 25 هدفاً.