أكدت الجمعية السعودية لأمراض الصرع، أن نسبة الإصابة بالصرع في السعودية تماثل نسبتها في الدول النامية، وتصل إلى 6 مصابين من بين كل ألف شخص، مشيرة إلى أن معظم حالات الصرع من النوع الحميد الذي يستجيب كلياً للعلاج الدوائي. وأوضحت الجمعية في بيان أمس، أن تقديرات بعض الدراسات التي أُجريت في عدد من البلدان النامية تشير إلى أن نسبة المصابين بالصرع الفاعل «النوبات المتواصلة أو أعراض تقتضي العلاج» تراوح بين 6 و10 لكل 1000 نسمة، ويصل عدد المصابين بهذا المرض في جميع أنحاء العالم إلى نحو 50 مليون نسمة، ويراوح معدل الحالات السنوية الجديدة في البلدان المتقدمة بين 4 و70 حالة لكل 100 ألف نسمة بين عامة الناس، أما في البلدان النامية فإن ذلك المعدل يناهز الضعف في بعض الأحيان بسبب ارتفاع مخاطر الإصابة بحالات مرضية يمكنها أن تؤدي إلى وقوع ضرر دائم في الدماغ. وذكرت أن إحصاءات الصرع في السعودية لا تختلف عن غيرها من الدول النامية، إذ أجريت دراسة ميدانية لمعرفة مدى انتشار داء الصرع في السعودية، وتم التوصل إلى أن 0,654 في المئة من المجتمع مصاب بهذا المرض، موضحة أن أكثر أشكال المرض شيوعاً والذي يصيب ستة مرضى من أصل عشرة، يدعى «الصرع المجهول السبب»، أما الشكل المرضي الذي يُعرف سببه فيدعى بالصرع الثانوي أو الصرع الناتج من إصابات دماغية بسبب فقدان الأوكسجين أو التعرض لكسر في الرأس أو سكتة دماغية تحول دون تدفق الأوكسجين إلى الدماغ أو عدوى في الدماغ مثل التهاب السحايا أو الورم الدماغي. ولفتت إلى أن الصرع من الاضطرابات العصبية المزمنة التي تصيب الناس من جميع الأعمار، وأكثر الإصابات تكون في الأطفال وكبار السن الذين تجاوزت أعمارهم 60 عاماً، مبينة أنه لا توجد دراسات ميدانية في السعودية توضح اختلاف نسبة حدوث الصرع بين المناطق السعودية، ومعظم حالات الصرع من النوع الحميد الذي يستجيب كلياً للعلاج الدوائي، أما في الحالات غير الحميدة فتختلف خطورتها والإعاقة الناتجة منها باختلاف مسببات مرض الصرع. وفي ما يتعلق ببعض المفاهيم الخاطئة عن الصرع، أوضحت الجمعية السعودية أن الإصابة بمرض الصرع لا تعني الجنون أو التخلف العقلي، ولكن يعاني المصاب بالصرع من الإحباط والاكتئاب أو القلق نتيجة خوفه من المرض، خصوصاً إذا كانت استجابته للعلاج غير كاملة، مشددة على أن مريض الصرع يمكن أن يمارس نشاطه وعمله وهواياته كأي شخص طبيعي. وعن مسببات الصرع، أشارت الجمعية إلى أنه في معظم الحالات لا يوجد سبب محدد لعدم انتظام الموجات الكهربائية، وفي بعض الأحيان تكون الأسباب إما لخلل داخل الدماغ أو خارجه، وهناك أسباب داخل الدماغ كالعيوب الخلقية في المخ وأورام المخ والجلطة والنزيف الدماغي والتهاب المخ وأغشية السحايا وإصابات الرأس ومضاعفات الحمل والولادة والتي تؤدي إلى نقص الأوكسجين عن الأطفال حديثي الولادة، وأسباب خارج الدماغ وغالباً تكون موقتة وتزول بزوال السبب مثل حالات انخفاض السكر بالدم ونقص الكالسيوم واضطراب أملاح الصوديوم في الدم وانخفاض الأوكسجين في الدم نتيجة الاختناق أو توقف القلب المفاجئ وتعاطي المخدرات أو الكحول أو جرعات سامة من بعض الأدوية والفشل الكلوي أو فشل وظائف الكبد. وذكرت أن مدينة الرياض تحتضن غداً (الثلثاء) فعاليات اليوم العالمي للتوعية بالصرع تحت شعار: «اليوم البنفسجي»، وذلك في سوق الحياة مول، بهدف دعم المصابين بهذا المرض وتفهم معاناتهم وتوعية المجتمع، موضحة أنها ستستضيف خلال هذا اليوم نخبة من الأطباء الاختصاصيين في أمراض الصرع عند الكبار والأطفال للارتقاء بخدمة المرضى في السعودية.