قال الدكتور عذال الخلف استشاري أمراض المخ والأعصاب بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم والحاصل على البورد الألماني في علاج الأمراض العصبية والبورد الألماني في العناية المركزة للأمراض العصبية أن التهاب الدماغ عبارة عن التهاب في نسيج المخ ينتج عن عدوى فيروسية عادة وخاصة فيروس الهيربس البسيط الذي يسبب قرح البرد. مضيفاً بأنه قد يحدث التهاب الدماغ أيضا بسبب فيروس الإيدز، أو فيروس تنقله حشرة مثل التهاب الدماغ الخيلي (equine encephalitis)، أو تفاعل مناعي عقب الإصابة بعدوى فيروسية عامة كالنكاف أو الحصبة. مشيراً إلى أنه في بعض الأحيان تلتهب الأغشية التي تغطي المخ (السحايا) وهي حالة تسمى الالتهاب السحائي. وفي الالتهاب السحائي الدماغي، عادة ما تلتهب السحايا وأنسجة المخ في آن واحد. أعراض مختلفة وفقاً للحالة وأفاد الدكتور عذال بأنه قد تكون الأعراض طفيفة، فتسبب فقط حمى وصداعاً وميلا للنعاس والبلادة. غير أن الأعراض الحادة مثل الهذيان والسلوك الشاذ وفقدان الذاكرة وتدهور وظائف الكلام والحركات الخرقاء والتشنجات قد تصيب المريض كذلك. وقد يفقد الشخص المصاب الوعي ويسقط في غيبوبة. وعندما تصاب السحايا، قد تتيبس الرقبة وقد يرى الشخص أضواء مبهرة وحدوث قيء وتهدل الأجفان بالإضافة غلى الحول، وحدوث رؤية مزدوجة في بعض الحالات. التشخيص بالتصوير المغناطيسي ورسم المخ الكهربائي وأكد الدكتور عذال على أنه إذا عانى من أعراض التهاب الدماغ، فيجب على المرضى استشارة الطبيب على الفور. ويتم تشخيص التهاب الدماغ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، أو تسجيل نشاط المخ من خلال رسم المخ الكهربائي، واختبار عينة من السائل الشوكي لتحديد سبب التهاب الدماغ. ويمكن علاج فيروس الهيربس بالأدوية المضادة للفيروسات مثل (الأسيكلوفير)، لكن الفيروسات الأخرى لا يمكن علاجها بالعقاقير. فإذا كان المريض مصابا بحالة طفيفة، فسوف يوصي الطبيب براحة وقد يصف الكورتيزونات للحد من تورم المخ. ويعتمد توقع مستقبل المرض بدرجة عظيمة على نوع العدوى المسببة لالتهاب الدماغ. طرق العلاج المختلفة واختتم الدكتور عذال قائلاً الغالبية العظمى ممن يصابون بالتهاب الدماغ نتيجة لفيروس (إبستاين بار)، أو فيروس كاليفورنيا، والتهاب الدماغ المايليني الخيلي الفنزويلي، يشفون تماماً. من ناحية أخرى، فإن التهاب الدماغ الناتج عن فيروس الهيربس غالبا ما يسبب إصابة مستديمة ويتوفى على أثره 70% من المرضى المصابين في حال تأخر التشخيص والعلاج. وفي حال التشخيص السريع والعلاج يشفى أكثر من 60% بدون إصابات مستديمة أو حدوث خلل عصبي.