على سواحل العروس وبين تراقص أمواجها من جنوب أبحر إلى شمالها، وتلاعب نسماتها، جالت «الحياة» 18 كيلومتراً في سواحل أبحر، لترصد بصحبة المديرية العامة لحرس الحدود، تلوثاً في خور أبحر تلخص في وجود آثار لتغير اللون والرائحة في بعض مساحاته. وسرقت «الحياة» بضع دقائق من وقت الجولة التي نفذتها «حرس الحدود» بهدف التعرف على ما يقدمونه من أجل سلامة المواطنين المتنزهين ورواد الوساطة البحرية، لحصر منطقة التلوث وتحديد مساحتها وإبلاغ الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمعلومات اللازمة لمساعدتهم في معرفة أسبابه ومعالجته. ورصدت «الحياة» مشاهدات عدة خلال الجولة، والتي جاء أبرزها إنقاذ شخص إثر انقلابه «بالجت سكي»، إذ نفذت الدوريات المعنية في حرس الحدود على إثره، الإجراءات الصحية حيال مواجهة مثل هذه الحالات. ومن الشواهد المميزة التي رصدتها «الحياة» إلزام المرتادين في الوساطة البحرية بارتداء أطواق النجاة وتوعيتهم من أجل سلامتهم وقضاء الرحلة بكل سلامة واطمئنان، إضافة إلى تقيد سائقي «الجت سكي» بالسرعة القانونية، عدم تجاوز المناطق المخصصة للسباحة، والتقيد بأنظمة الأمن والسلامة البحرية. وشُوهد إسعاف مجهز بسائق يعمل على نقل الحالات الطارئة إلى أقرب مستشفى، وزوارق مطاطية وغواصون للبحث والإنقاذ، مشيراً إلى وجود لجان متخصصة تعمل على تنفيذ عملياتها الاستكشافية بشكل يومي على المراسي والشاليهات للتأكد من حمل الدبابات البحرية «الجت سكي» رخصة القيادة، والتقيد بأنظمة الأمن والسلامة البحرية. وأوضح قائد مركز حرس الحدود في أبحر العقيد بحري محمد الزهراني أن هناك ست دوريات تابعة لحرس الحدود تنفذ عمليات استكشافية على مدار الساعة ما بين خور أبحر والبحر المفتوح، لرصد أي مخالفات أو تعديات من جانب القاطنين الملاك أو مرتادي الوساطة البحرية كالدبابات البحرية والزوارق، ومعاقبة أي مخالف لا يحمل رخصة قيادة بحرية، أو عدم الالتزام بارتداء أطواق النجاة، أو تجاوز السرعة القانونية التي حددها حرس الحدود، لافتاً إلى التعاميم الصادرة من وزارة الزراعة والثروة السمكية عن حظر صيد بعض الأسماك في وقت التكاثر. وقال إنه في حال تم رصد أي تعديات من الملاك، أو عمل أي إصلاحات على الشاطئ، تتم الإجراءات بالمخالفة على التعديات أو بالموافقة على الإصلاحات لدى الملاك، وذلك من طريق اللجنة الخماسية برئاسة أمين جدة، حرس الحدود، وزارة الزراعة والثروة السمكية، الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ووزارة المالية. وبين أن مركز حرس الحدود تصله نشرات يومية من الرئاسة العامة للأرصاد عن حالة الطقس وسرعة الرياح، وبناء عليها يتم السماح للزوارق ورواد الوساطة البحرية دخول البحر، وفي حال وجود رياح سريعة وارتفاع الأمواج يتم منع المراسي من استخدام أي وساطة بحرية حتى يصبح الجو ملائماً للمواطنين ورواد الوساطة البحرية.