أعلنت السلطات في الكونغو الديموقراطية أن مئات المتمردين المسلحين بالأقواس والسهام والمناجل هاجموا السبت معسكراً تابعاً للجيش ومكتب حاكم إقليمي في مدينة لوبمباشي في جنوب البلاد قبل أن يتصدى لهم الجنود. وأدى الهجوم الذي شنه مقاتلون من ميليشيا «ماي ماي» الانفصالية إلى فرار سكان المدينة من منازلهم. ولوبمباشي هي مركز صناعة التعدين في الكونغو وعاصمة إقليم كاتانغا الغني بالنحاس والكوبالت. ونشطت ميليشيا «ماي ماي» التي تغذيها مشاعر السخط والنزعة الانفصالية المحلية، في الأشهر الماضية، خارج معقلها في شمال كاتانغا وباتجاه منطقة صناعة التعدين حول لوبمباشي. وقال وزير الإعلام الكونغولي لامبرت ميندي: «قتل حوالى 15 شخصاً من بين منفذي الهجوم البالغ عددهم 300 عندما حاولوا مقاومة الشرطة». وأضاف أن منفذي الهجوم كان بحوزتهم ما يقرب من 30 سلاحاً نارياً فقط، مشيراً إلى أن كثيراً منهم أطفال بدا عليهم أنهم تحت تأثير المخدرات. وقال: «لا يمكن تصور أن أشخاصاً عقلاء سيحاولون القيام بهذا النوع من العمليات بثلاثين سلاحاً فقط. كانوا تحت تأثير المخدرات وتم التلاعب بهم». وقال أحد السكان رأى جثث خمسة من منفذي الهجوم قتلوا بالرصاص قرب مكتب الحاكم، إن أفراد المجموعة كانوا يرتدون تمائم تقليدية يعتقدون أنها ستحميهم. وحاول المهاجمون رفع علم الجمهورية المستقلة التي أقيمت لفترة قصيرة في إقليم كاتانغا في ستينات القرن العشرين قبل أن ترد قوات الجيش بالهجوم عليهم. وقال الشاهد: «لقد ظهروا فجأة» مضيفاً أنه رأى حوالى 300 مسلح. وتابع: «بعد ذلك اختفوا تماماً». وواصل الجنود السيطرة على مواقع مهمة في أنحاء المدينة وبدأت حركة المرور تنتظم من جديد. ولقي الملايين حتفهم في الصراعات المسلحة الطويلة الأمد التي تركزت في المناطق الحدودية الشرقية غير أن مناطق التعدين حول لوبمباشي ظلت هادئة نسبياً. وتضم كاتانغا حالياً الكثير من شركات التعدين الدولية وتصدر حوالى نصف مليون طن من النحاس سنوياً.