بدأ في دمشق أمس مؤتمر للحوار الوطني، في حضور أحزاب «الجبهة الوطنية التقدمية» وممثلي الأحزاب المرخصة وأعضاء مجلس الشعب (البرلمان) وشخصيات مستقلة من رجال الدين وفنانين يمثلون طرفي الموالاة والمعارضة الوطنية التي تؤمن ب «السيادة الوطنية السورية». وحضر المؤتمر سفير روسيا عظمة الله كول محمدوف ومعاون السفير الإيراني عباس كلرو، وقاطعته «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي». وتم تقسيم المشاركين، الذين قدر عددهم بحوالى 500 شخصية لبت الدعوة من بين 800، إلى خمس لجان اقتصادية وإعلامية واجتماعية وحقوقية وصوغ الميثاق الوطني للحوار على مدى يومين للوصول إلى بيان ختامي. وأعطيت كلمة الافتتاح لعضو قيادة «الجبهة للتغيير والتحرير» المعارضة عادل نعيسة بينما توالت الكلمات التالية للموالاة. وقال نعيسة «إننا أمام منعطف كبير واستحقاق تاريخي، فإما أن نسقط دون حواجزه ونفشل أو ننجح في فتح الأبواب على مصراعيها فندخل سورية الجديدة، سورية لن تكون تكفيرية سلفية ظلامية. نريد سورية بمجتمع تعددي مدني ديموقراطي برلماني». وقال وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر «إن المشهد في كليته مأسوي لكنه مليء بالأمل في تفاصيله اليومية»، لافتاً إلى أن «أصحاب العقول المتحجرة لم ولن يستطيعوا أخذنا إلى الساحة التي يريدون ونحن متمسكون أكثر وأكثر بالحل السياسي والحوار الوطني الشامل الجامع»، وحمّل «الأصوات الرافضة للحوار والساعية للانتصار المسؤولية عن شلال الدم في البلاد». واعتبر اللقاء «تعبيراً حقيقياً عن مصلحة السوريين في الخروج اللائق لهم»، مؤكداً «أن الموافقة على الحل السياسي عبر الحوار البداية والطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة». وأكد السفير الروسي أن التطورات الأخيرة خصوصاً «العمل الإرهابي» ضد الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي والهجوم الكيماوي على خان العسل في حلب، تؤكد أهمية عقد المؤتمر، لافتاً إلى «أن المهمة الأساسية الوصول إلى إطلاق حوار شامل على أساس بيان جنيف من دون شروط مسبقة». وأكد معاون السفير الإيراني أن موقف بلاده يقوم على «ضرورة تعميق الإصلاحات وبناء الديموقراطية في سورية بقرار من أبنائها ووقوفها إلى جانب الحكومة السورية التي احتضنت المقاومة»، معتبراً أن تشكيل الحكومة الموقتة «لن يزيد الأزمة إلا تعقيداً». ودعا الأممالمتحدة إلى الأخذ بطلب سورية لفتح تحقيق حول استخدام السلاح الكيماوي. وتحدث عن «ائتلاف قوى التغيير السلمي» فاتح جاموس عن الآمال التي بناها الائتلاف خلال مؤتمر طهران في نهاية العام الماضي «في إطلاق عملية سياسية جادة».