اعتبر وكيل كلية العلوم الطبية التطبيقية للشؤون الأكاديمية في جامعة الدمام الدكتور قاسم المعيدي، آلام الظهر، أهم المشكلات الصحية التي تؤثر سلباً على عمل وحياة الناس. وقال: «إن أكثر من 80 في المئة من السعوديين عانوا أو يعانون أو سيعانون من نوبة حادة من آلام أسفل الظهر، في فترة ما من حياتهم». وأشار المعيدي، إلى أن «90 في المئة من أسباب آلام أسفل الظهر التي يعاني منها السعوديون هي ميكانيكية، ناتجة من ممارسات يومية خاطئة، ما يعرّض منطقة أسفل الظهر لإجهاد شديد، ينتج منه تقلصاً مزمناً أو حاداً في العضلات المحيطة بالعمود الفقري، أو انزلاق نواة القرص الغضروفي، ما يؤدي إلى اختناق في أحد الجذور العصبية المغذية للطرف السفلي، ويظهر ذلك في صورة ألم شديد جداً لا يطاق، مع تنميل وخدلان بأحد الطرفين السفليين أو هما معاً». وأكد أهمية توعية المجتمع بأسباب آلام الظهر، لتفاديها، منبهاً إلى أن «معظمها تمارس أثناء العمل». ودشنت جامعة الدمام، أخيراً، فعاليات معرض تثقيفي بمسمى «حياة بلا ألم»، نظمه قسم العلاج الطبيعي في كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الدمام، وحمل عنوان «عمل بلا ألم»، وشارك في إعداده وتنظيمه أكثر من 60 طالباً وطالبة، وكذلك أعضاء من هيئة التدريس في قسم العلاج الطبيعي، واختتمت فعالياته أول من أمس. وتضمن المعرض 8 أركان، منها ركن خاص بآلام أسفل الظهر وعلاجه، ويهدف إلى تثقيف الزوار بأهم الأعراض المختلفة التي قد تصاحب آلام أسفل الظهر، وكذلك إعطائهم نصائح مدعمة بالصور عن أفضل الوسائل العلاجية للحد من آلام الظهر، من خلال مطويات تثقيفية، وركن عن إصابات الأنسجة وصحة القوام في بيئة العمل، الذي يحوي معلومات عن ماهية الإصابات العضلية الناتجة من اتخاذ الأوضاع الخاطئة في بيئة العمل وأعراضها، ودرجاتها، و طرق الوقاية منها، إضافة إلى تقديم مطبوعات عن أوضاع الجلوس الصحيحة في المكتب. كما تم تقديم عرض تصويري للأوضاع المناسبة وغير المناسبة لصحة قوام الجسم في النشاطات اليومية المختلفة أثناء النوم والاستيقاظ، وقيادة السيارة، والعمل المكتبي، وحمل الحاجيات، ومشاهدة التلفاز، واستخدام الحاسب الآلي، من خلال فيديو مُعد من قبل أعضاء لجنة خدمة المجتمع وشؤون الطلاب والطالبات في القسم. وخصص المعرض ركناً للطفل، ناقش تأثير الوضعيات السليمة والخاطئة التي يتخذونها خلال يومهم على صحتهم وأدائهم في يومهم، إضافة إلى توجيههم بوضعيات بديلة سليمة وتشجيعهم على اتخاذها. كما قدم برامج توعية عن راحة القدم، واختيار الحذاء المناسب للأنشطة المختلفة، والتعريف بالآثار المترتبة على استعمال الأحذية غير الصحية. وقام المتطوعون في المعرض، بعمل قياسات حية للزائرين، مثل قياس القوة لعضلات الظهر والفخذين، ومستوى المرونة للعمود الفقري، ونسبة كتلة الجسم، وبذلك يتم تحديد نقاط القوة والضعف والصفات الفسيولوجية العامة لدى الزائرين، ومن ثم يتم عرض هذه القياسات في ركن آخر على أعضاء هيئة التدريس واستشاريي العلاج الطبيعي في القسم، والذي يسمى بركن الاستشاري، من أجل تقديم نصائح وإرشادات خاصة معتمدة على القياسات التي تم عملها لهم، ما يساعد الزائرين في التعرف على وضعهم الصحي الحالي والخطوات اللازمة، كي يعيشوا حياة عملية بلا ألم.