تسعى المنتخبات الأوروبية الكبرى إلى قطع خطوة إضافية نحو نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة العام المقبل في البرازيل، إذ تشهد القارة العجوز 25 مباراة اليوم (الجمعة) وغداً (السبت). وتتركز الأنظار على منتخبي إسبانيا حاملة اللقب وفرنسا قبل مواجهتما النارية الثلثاء المقبل، إذ تستقبل الأولى فنلندا في خيخون شمال البلاد، والثانية جورجيا في باريس ضمن المجموعة التاسعة المؤلفة من 5 منتخبات فقط، التي تتصدرها إسبانيا بسبع نقاط بالتساوي مع فرنسا، علماً بأن مواجهتهما السابقة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي انتهت بالتعادل (1-1) في مدريد. وأكد مدرب منتخب إسبانيا، بطل العالم وأوروبا، فيسنتي دل بوسكي أنه «يخشى بالتأكيد المباراة ضد فرنسا: «بالطبع أخشى هذه المباراة. أكنّ احتراماً كبيراً للفرنسيين، واليوم الفوارق بين المنتخبين لم تعد كبيرة. هناك لاعبون كبار في منتخب فرنسا وجيدون مثل لاعبينا». ولا يزال دل بوسكي محتاراً في اختيار حارسه من بين خوسيه مانويل رينا (ليفربول الإنكليزي) وفيكتور فالديس (برشلونة) في غياب الأساسي قائد المنتخب إيكر كاسياس بداعي الإصابة: «الاثنان صاحبا خبرة كبيرة، وهما في سن واحدة ويقدمان الضمانات نفسها». كما يغيب عن تشكيلة «لا فوريا روخا» المدافع كارليس بويول ولاعب الوسط تشافي هرنانديز بسبب الإصابة. وقال مدافع ريال مدريد سيرخيو راموس إنه فخور جداً بأن يخوض المباراة رقم 100 مع منتخب بلاده ضد فنلندا: «آمل بأن يتم كل شيء على ما يرام، وأن أتمكن من خوض المباراة رقم 100 مع المنتخب، لأن فرصة دخول التاريخ في لعبة كرة القدم في إسبانيا ليست سهلة، وفي حال تحقق هذا الأمر سيكون فخراً كبيراً بالنسبة إليّ». وفي حال شارك راموس (26 عاماً) في مباراة فنلندا، سينضم إلى اللائحة التي تضم أيضاً كاسياس وتشافي هرنانديز وتشابي ألونسو وفرناندو توريس وكارليس بويول، وهم جميعاً لعبوا أكثر من 100 مباراة. من جهته، شدد مدرب فرنسا ديدييه ديشان على التركيز قبل المباراتين: «بالنسبة إلينا يجب الفوز في مباراة جورجيا قبل التفكير في مباراة إسبانيا». وأكد مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة أنه لا يمكنه القيام بكل شىء بمفرده في صفوف المنتخب الأزرق. وقال المهاجم الذي لم يسجل أي هدف مع «الديوك» منذ 5 حزيران (يونيو) 2012 في مباراة دولية ودية أمام إستونيا: «أحاول على أرضية الملعب، ولكن لا يمكنني القيام بكل شىء بمفردي. لا يمكنني أخذ الكرة ومراوغة 8 لاعبين». وأوضح لاعب ليون السابق: «يتحدثون عن عدد الأهداف التي سجلتها مع المنتخب لأنني لم أهز الشباك معه منذ فترة طويلة، ولكنني أمرر كرات حاسمة، بيد أن الانطباع لديّ هو أن ذلك لا يفيد في شيء». وتعرض بنزيمة لانتقادات عنيفة في فرنسا لعدم إنشاده النشيد الوطني «لا مارسييز» قبل مباريات الزرق. وفي المجموعة الثالثة، تسعى ألمانيا إلى نسيان تعادلها الغريب مع السويد عندما تقدمت (4-صفر) على أرضها، قبل أن يسجل المنتخب الاسكندينافي رباعية في آخر نصف ساعة منحته نقطة التعادل. وتخوض ألمانيا مواجهة مزدوجة مع كازاخستان يومي الجمعة في إستانة والثلثاء على أرضها في نورمبرغ. وأوضح مدرب ألمانيا يواكيم لوف أنه لا بديل عن إحراز النقاط الست من المواجهتين: «نولي أهمية كبيرة للفوز بالمباراتين، لكي نصل إلى أيلول (سبتمبر) ونحن في أفضل وضع ممكن للتأهل إلى النهائيات». وتتصدر ألمانيا الترتيب برصيد 10 نقاط من 4 مباريات، تليها السويد (7 نقاط من 3 مباريات)، وأرلندا (6 من 3) والنمسا (4 من 3) وكازاخستان (نقطة من 4) وجزر فارو (صفر من 3). وأعلن الاتحاد الألماني انسحاب التوأم لارس وزفن بندر وطوني كروس من التشكيلة، إذ يعاني لاعب وسط باير ليفركوزن لارس بندر من التهاب في كعب قدمه اليسرى، فيما يغيب شقيقه لاعب وسط بوروسيا دورتموند بسبب المرض. أما لاعب وسط بايرن ميونيخ كروس فيعاني من إصابة في الركبة اليسرى. كما أعلن مساعد لوف، هانزي فليك عن وجود شكوك حول مشاركة باستيان شفاينشتايغر ولوكاس بودولسكي، إذ يعاني الأخير من إصابة في الكاحل، بينما يعاني لاعب خط وسط بايرن ميونيخ شفاينشتايغر من مشكلات عضلية. وستكون مواجة السويد الوصيفة مع أرلندا الثالثة في سولنا مهمة لتحديد هوية الفريق الذي سيطارد ألمانيا في الصدارة، كما تستقبل النمسا جزر فارو في فيينا. وتخوض إنكلترا حاملة لقب 1966، رحلة سياحية إلى سان مارينو متذيلة المجموعة الثامنة، التي لم تسجل أي هدف في أربع مباريات ودخل مرماها 16 هدفاً. وستكون المواجهة بمثابة الاستعداد للقمة المرتقبة بين إنكلترا ومونتينيغرو الثلثاء المقبل، إذ تتصدر الأخيرة الترتيب بعشر نقاط وبفارق نقطتين عن إنكلترا الوصيفة. وتعيد المواجهة الأولى الذكريات إلى العام 1993 عندما تقدمت سان مارينو بعد 8.3 ثانية عبر دافيدي غوالتييري، قبل أن تخسر (7-1) أمام فريق المدرب غراهام تايلور. وقال الحارس جو هارت: «أجريت بحثاً لمعرفة ما إذا سجلت سان مارينو أي هدف أخيراً، لكن ذلك لم يحصل. أحدهم سيتلقى هدفاً أمامهم، وآمل إذا لعبت ألا أكون هذا الحارس». ويعاني مدرب إنكلترا روي هودجسون من مشكلات دفاعية بعد انسحاب مدافع توتنهام مايكل دوسون، ومدافع تشلسي غاري كايهل بسبب الإصابة، فيما اعتذر مخضرم مانشستر يونايتد ريو فرديناند لضعف لياقته البدنية، ويغيب مدافع إيفرتون فيل جاغييلكا لإصابته. وسيرسم هودجسون دفاعه بين جوليان ليسكوت وكريس سمولينغ وستيفن كوكر وستيفن تايلور الذي لم يخض أي مباراة دولية، وقد يعيد لاعب وسط يونايتد مايكل كاريك إلى الخط الخلفي. يذكر أن مدرب سان مارينو منذ 1998 جامباولو مياتزا، مني ب75 خسارة في 78 مباراة خاضها مع فريقه: «ما أقوله للاعبي فريقي هو ألا يخافوا أبداً. أطلب منهم التركيز وتقديم كل ما لديهم... النتيحة ليست أولوية بالنسبة إلينا». وتحل مونتينيغرو على مولدافيا الرابعة (4 نقاط) في كيشيناو، وتستقبل بولندا (الثالثة) (5 نقاط) أوكرانيا (الخامسة) التي لم تفز في أية مباراة، في وارسو. وتبحث روسيا عن تحقيق فوزها الخامس على التوالي في المجموعة السادسة عندما تحل على أرلندا الشمالية في بلفاست. وتتصدر روسيا الترتيب برصيد 12 نقطة، في مقابل 7 نقاط لإسرائيل التي تستقبل البرتغال (7 نقاط) في رامات غان، و3 لأرلندا الشمالية، ونقطتين لأذربيجان التي تحل على لوكسمبورغ (نقطة). وفي مهمة مماثلة، تطمح هولندا إلى فوزها الرابع على التوالي في المجموعة الرابعة، عندما تحل على إستونيا (الخامسة) التي خسرت مبارياتها الثلاث الأولى، فيما تشهد العاصمة الهنغارية بودابست مواجهة نارية بين صاحبة الأرض ورومانيا التي تتساوى معها بتسع نقاط. وتأمل تركيا بإنقاذ بدايتها الكارثية، إذ خسرت ثلاث مباريات من أصل 4، عندما تحل على أندورا متذيلة الترتيب من دون نقاط في أندورا لا فيا. وتشهد المجموعة الأولى مباراة نارية بكل ما للكلمة من معنى، عندما يتواجه الجاران اللدودان كرواتيا وصربيا في زغرب، للمرة الأولى بعد انتهاء حرب البلقان قبل نحو عقدين من الزمن. وتحل بلجيكا المتصدرة على مقدونيا الرابعة (4 نقاط) في سكوبيي، وتستقبل اسكتلندا متذيلة الترتيب، التي لم تحقق أي فوز في 4 مباريات، ويلز الخامسة (3 نقاط) في غلاسكو.