عمرو ولد شقي وعنيد، لكنه طيب القلب مثل والديه، كلما حان موعد ارتدائه ملابسه يعاند أمه، ويجادلها كثيراً، بل ويصر على اختيار ملابسه بنفسه، بما فيها الضيقة والقديمة، كان يُصر على اختيارها كذلك، ويبدو بعناده أكثر إصراراً على ارتداء قميصه الأزرق الذي كان يرغب في ارتدائه كل يوم، ولا يقبل أي قميص غيره حتى لو كان أجمل منه، في صباح يوم الجمعة صرخ قميصه الأزرق في وجهه وقال له: «ارحمني يا عمرو حتى في يوم أجازتك تريدني... تريد أن تلبسني؟ ألم تزهق مني؟! في داخل دولابك قمصان كثيرة غيري... ألوانها زاهية وجميلة وعلى مقاسك، وأنت أصبحت ثميناً، وكاتماً على نفسي! أرحمني يا أخي وألبس قميصاً غيري!. لم يهتم عمرو بصرخات قميصه ومضى في لبسه، وأثناء خروجه من باب منزله، اشتبك مسمار غليظ في قميصه فمزق قطعة كبيرة منه، عاد عمرو مسرعاً إلى أمه وهو يبكي... حضنته أمه بعطفها وحنانها ثم أحضرت له قميصاً آخر بديلاً عنه، وعندما نظر عمرو في المرآة علم أن أمه كانت محقة في اختيارها، وأن هذا القميص الذي كان يرفضه باستمرار أفضل بكثير من القميص الأزرق الذي كان يصر على لبسه كل يوم. أرسل عمرو ابتسامة البراءة إلى وجه أمه، وقال لها في خجل لن أعاندك مرة أخرى يا أمي. [email protected]