أكد البطريرك الماروني نصر الله صفير أن «علينا ان نكون على صلة وثيقة بجيراننا وخصوصاً جارنا الاقرب، لكن في داره»، مشدداً على أن «حق المغتربين في الاقتراع يجب ان يتحقق في أقرب فرصة وألا يبقى أسير التجاذبات». وأمل صفير خلال استقباله وفداً نسائياً من «حركة التغيير» في الديمان أمس، أن «يكون لبنان على ما نرغب وترغبون فيه»، لافتاً الى أن «هناك صعوبات كثيرة، لكن يجب ان تذلل بالارادة الطيبة وبالتوافق بين جميع اهل لبنان. كما ان هناك اموراً كثيرة يجب البحث فيها»، وداعياً الى أن «يكون لبنان على ما نرغب فيه جميعاً وطن السيادة والحرية والاستقلال». وقال: «علينا ان نكون دائماً على صلة وثيقة بجيراننا، وخصوصاً بجارنا الاقرب، لكن في داره على ما يقول المثل: «يا جاري أنت بدارك وانا بداري»، وهكذا تستقيم الامور والا اذا اختلطت فان الاختلاط سيولد الخلاف. نأمل ان يكون السلام في القلوب والنفوس». وخلال استقباله وفداً اغترابياً من الولاياتالمتحدة، جدد صفير المطالبة بحق المغتربين في الاقتراع، آملاً «ان يتحقق في أقرب فرصة ولا يبقى أسير التجاذبات السياسية». وزار الديمان أيضاً وفد من قيادة حركة «أمل» برئاسة عضو قيادة الحركة الشيخ حسن المصري، دعاه إلى المشاركة في الذكرى السنوية 31 لاخفاء الامام السيد موسى الصدر. ونقل المصري عن صفير حرصه على الاستعجال في تأليف الحكومة الوطنية، معلناً أن صفير حض «كل القادة الوطنيين على ان يسهلوا، وهذا ايضاً رأي حركة «أمل» رئيساً وقيادة، مهمة الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري من أجل تأليف الحكومة، وحضه ايضاً على الاستعجال للقيام بما هو واجب وطني عليه من اجل الخروج من هذا النفق المظلم الذي يعيشه لبنان». كما استقبل صفير رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض الذي اعتبر أن «العقدة الحقيقية ليست عقدة العماد (النائب ميشال) عون بل هي عقدة محور «حزب الله» وسورية وايران. وعلى ما يبدو، لا مصلحة لهم ان يحصل انفراج في البلد وتتشكل الحكومة»، وقال: «اكبر برهان على ذلك هو انه عندما كانت هناك ارادة لايجاد صيغة حكومية وهي صيغة 15-10-5، نتذكر ان العماد عون هو آخر الناس الذين عرفوا بالامر واضطر ان يقبل به. اذاً، عندما كانت هناك ارادة للتقدم كان هناك تقدم، وعندما كانت هناك ارادة للتعطيل وضعوا العماد عون في الواجهة». وفي مقابلة مع صحيفة «ايلاف» الالكترونية، أبدى صفير استياءه من عدم ولادة الحكومة، معتبراً أن على الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف سعد الحريري أن «يحزما أمرهما للخروج بحكومة تتسلم فيها الأكثرية الحكم عملاً بالديموقراطية وبنتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، على أن تكون هناك معارضة تضعها تحت المجهر فتراقب توجهاتها وقراراتها وتدلل على أخطائها حتى يجرى تصحيحها فيستقيم بذلك عملها ويحكم عليها سلباً أو إيجاباً». ورأى ان «من عليهم التوافق لم يفلحوا وتراهم يغلّبون مصالحهم الخاصة والذاتية على المصلحة الوطنية». ولفت صفير الى «ما أصاب الأكثرية» جراء المواقف الأخيرة لرئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، كاشفاً أن الأخير لم يفاتحه بما يعتزم فعله حين جاءه الى الصرح البطريركي قبل أسبوع على انعقاد الجمعية العمومية ل «الحزب التقدمي الاشتراكي» وقوله خلالها ان تحالفه مع «قوى 14 آذار» لا يمكن ان يستمر. وأيد صفير القائلين بوجود تدخلات خارجية في الشؤون اللبنانية، لكنه حمّل المسؤولية في ذلك «لمن يفتح الباب من اللبنانيين أمام هذا التدخل إما نتيجة لإغرائه بمنصب وزاري أو ما شابه أو بالحصول على مبالغ طائلة من المال»، مسمياً «أكثر من دولة عربية وأجنبية... الولاياتالمتحدة تتدخل وكذلك تفعل فرنسا والسعودية ومصر وسورية وإيران وكأن لبنان بات مشاعاً مباحاً أمام الجميع»، سائلاً: «هل باتت أميركا وفرنسا وغيرهما من الدول تعرف ما يجري على أرضنا أكثر منا نحن أصحاب الأرض؟».