بما أن أمر الخطوط الجوية السعودية، لا يدخل في دائرة اهتمامات «خالد الملحم»، فإني سأتحدث إلى رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، الأمير فهد بن عبدالله بن محمد آل سعود. سمو الأمير، حجزتُ، قبل أسبوعين (27 شباط/ فبراير)، مقعدين في الدرجة الأولى، على الرحلة رقم «1032»، والمتجهة من جدة إلى الرياض، يوم الأربعاء «14 آذار (مارس) 2013»، حجزاً مؤكداً، وصلتُ مطار الملك عبدالعزيز بجدة قبل الرحلة بثلاث ساعات، أردتُ أن أسحب بطاقة صعود الطائرة من خلال الخدمة الذاتية، ولكن الجهاز لم يقدم لي الخدمة، فذهبتُ إلى «كاونتر» الدرجة الأولى، وطلبت بطاقة صعود الطائرة، ارتبك الموظف الصغير، وحوّلني لموظف أكبر منه درجة، الذي قادني إلى «كاونتر» آخر، حتى أسمع الصاعقة، فقد قال لي الموظف: تم تغيير الطائرة، ولا يوجد مقاعد كافية للدرجة الأولى، فحولناك إلى الدرجة السياحية «الضيافة»!... في البداية، توقعت أن الأمر لا يخرج عن كونه «الكاميرا الخفية»، لأن أبسط درجة الإدارة وأتفهها، هي أن تتصل الخطوط السعودية بالراكب، لتحيطه علماً بهذا الأمر قبل وقت كافٍ لموعد الرحلة. لقد سمعتُ كثيراً عن سوء المعاملة التي يتلقاها الركاب من خدمات الخطوط السعودية، ولكن لم أكن أتوقع أن يصل الأمر إلى هذه الدرجة من التدني والسوء من الإدارة، برئاسة خالد الملحم، فمازلت أظن أمر تنزيل حجزي إلى الدرجة السياحية، وكنتُ أتمنى أن يستمر إحساسي بهذا الأمر إلى هذه الكيفية، لكنّ مديراً ما اسمه «فيصل حميد»، قال لي بطريقة تخلو من أي صيغة فيها الاعتذار، أو حتى مجرد الإحساس بالاعتذار: «غيّرنا الطيارة، وعملنا لك «داون غريد» وحنعطيك فاوتشر»، هكذا بكل ما تحمل الكلمة من عدم احترام الراكب... سألته، أليس من حقي أن تخبرني بتغيير حجزي لأتخذ القرار الذي يناسبني؟ وبمنتهى اللامبالاة، قال «تغيرت الطايرة قبل ساعة... ويا أخي لا تزعل مو لحالك... نزّلنا ثمانية مقاعد!»، حينها ثرتُ غضباً وحنقاً على هذا الأداء الفاشل والقبيح من إدارة «الخطوط»، ثمانية أفراد تحولت مقاعد حجزهم إلى الدرجة السياحية، من دون أدنى احترام للراكب، ومن دون أن تشعروهم بهذا الإجراء؟ ثم تأتي الطامة الأخرى، سمو الأمير الطائرة لم تتغير، إنما هي نفسها التي حجزت عليها قبل أسبوعين، ولدي الوثيقة التي تثبت لكم ذلك... هذا يعني، أيها الأمير، ما يأتي: أولاً: أن المقاعد الثمانية ذهبت ب«الواسطة» لأحباب، أو أقرباء أحد النافذين في الخطوط السعودية. ثانياً: عدم احترام الراكب. ثالثاً: هذه المعاملة تنفي شعار الخطوط السعودية «نعتز بخدمتكم» نفياً قاطعاً، وتحويله إلى «فرحانون ببهدلتكم». سمو الأمير، تعمدتُ ألا أوجه كلامي ل«خالد الملحم»، لأنه أعطى انطباعاً بأن الخطوط السعودية آخر اهتماماته، وأن احترام الراكب غير موجود أصلاً في خريطته الذهنية، وإنني على يقين أن أمرها يهمكم جداً، ويهمكم في المقام الأول... احترام الراكب، فهل أيها الأمير أجد لديكم عدلاً في ما كتبته لكم؟... أريد بتجاوبكم أن يتعلم كل موظفي «الخطوط السعودية» معنى أهمية احترام الراكب، فهل تعطيهم هذا الدرس؟ * كاتب سعودي. [email protected]