قفزت أسعار السيراميك في السعودية إلى أكثر من 50 في المئة، في حين تنتشر أنواع رديئة وأخرى مغشوشة تباع وسط المنافسة، على أنها ذات جودة عالية وبأسعار مرتفعة لخداع المشتري، فيما أكد تجار أن قطع البناء تشهد نمواً كبيراً، وهي بحاجة إلى كميات هائلة من السيراميك لتغطية الحاجة، في الوقت الذي تصل الاستثمارات السنوية للسيراميك مع الرخام والحجر إلى أكثر من 10 بلايين ريال. وقال تجار في حديثهم إلى «الحياة»، إن سوق السيراميك والرخام في المملكة تعيش نمواً كبيراً يسير بالتوازي مع قطاع البناء، وأنها تشهد حالاً من المنافسة أدت إلى قيام بعض التجار باستيراد كميات كبيرة، قسم منها ذات نوعيات رديئة وأخرى مغشوشة، ورفضوا تحديد حجم التلاعب في السوق، إلا أن عاملين في هذا المجال أشاروا إلى أنه يتجاوز 50 في المئة. وذكر محسن العماد (متخصص في بيع السيراميك)، أن الطلب الكبير رفع بالأسعار إلى نحو 50 في المئة، والأسعار مرشحة إلى الزيادة أكثر إذا استمر الطلب بالصورة الراهنة، معتبراً أن الأسعار لا تزال في ارتفاع وهي بحاجة إلى مزيد من الوقت حتى تصل إلى ثبات. وأوضح أن المنافسة في الأسعار كانت قبل نحو ثلاثة أعوام، إلا أنها بدأت تتلاشى مع الطلب المرتفع، مبيناً أن المنافسة هي في أنواع محددة من السيراميك الرخيص الذي تراوح أسعاره بين 30 و45 ريالاً للمتر المربع، في حين تقل هذه الأسعار للنوعيات نفسها بمقدار 4 إلى 5 ريالات في المتر المربع من محل إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، ويرتفع الفارق في أسعار النوعيات الممتازة إلى حوالى 150 ريالاً للمتر المربع. وأشار إلى أن «كلفة تبليط حمام واحد أصبحت تصل إلى 20 ألف ريال، واستخدم فيه سيراميك فقط وليس رخاماً أو غرانيت»، موضحاً أن هذا السعر الكبير لا يناسب غالبية الناس، وقال: «مبيعات أحد المحال الكبيرة في العام الماضي وصلت إلى نحو 150 مليون ريال، أما المصانع فإن الأرقام كبيرة جداً». من جانبه، أوضح مدير أحد المحال المتخصصة في السيراميك والرخام سالم الشاهين، أن «التلاعب في السوق كبير جداً، وأن بعض المحال تستغل جهل الزبائن بالنوعيات، فيقومون ببيع أنواع رديئة على أنها جيدة»، لافتاً إلى أن بعض المصانع المعروفة تقوم بتسويق بضائع على أنها «نخب ثان» أو «نخب ثالث»، فيما يقوم التجار ببيعها على أنها «نخب أول»، ولا يعرف هذا الأمر إلا الفنيين المهرة أو التاجر نفسه الذي قام باستيراد البضاعة، وفي الغالب تعاني من عيوب مصنعية كاختلاف المقاييس فيها مليمترات، وكذلك نوعية اللمعة والخزف وغير ذلك. ولفت إلى أن الفارق في الأسعار بين النوعيات الممتازة والمتوسطة أو الرديئة كبير جداً، على رغم أن «الزبون» في الغالب لا يفرق بين نوعيات الفخار الذي استخدم في الصناعة، إذ إن همه ينصب على اللون والأشكال. وتابع: «مصانع السيراميك في الخليج باتت تنافس الأوروبية في جودتها، فضلاً عن أن أسعارها أقل كثيراً، وهي في متناول جميع شرائح المجتمع». وذكر أن نوعيات من السيراميك الصيني والتركي والهندي وحتى الأوروبي رخيصة، إذا ما قورنت بالسيراميك الخليجي أو الإيطالي ذي الجودة العالية وتقنية التصنيع المتطورة التي تعمل بها، إضافة إلى نوعيات المواد المستخدمة في التصنيع. وأضاف أن السيراميك الرخيص كالصيني أو الهندي الذي ينافس عملياً المنتج المحلي والخليجي في شكل كبير لا يعالج بالجودة نفسها، إذ إن السيراميك معالج من ناحية الطبقة الظاهرة (الكلاس) في شكل ضعيف جداً، وتتقشر مع مرور الزمن ويصاب بالجفاف، فينكسر بسبب عدم مقاومته تمدد الجدران، خصوصاً مع جو المنطقة الشرقية الحار والرطب. وأكد أن الطبقة الفخارية التي تستخدم في أسفل السيراميك هي إما طبقة حمراء أو طبقة بيضاء، فطبقة البيضاء (الفخار الأبيض)، هي أردأ النوعيات الفخارية ولا تتحمل الحرارة العالية كما هو طقس الخليج، فينكسر السيراميك مع مرور الزمن وهو في مكانه، ويشتري الزبون هذه النوعية وفي اعتقاده أنها الأفضل، ويفضلها في بعض الأحيان على الطبقة الفخارية الحمراء التي تعد الأكثر قوة، إلا أن السعر أغلى قليلاً.