كل عام أنتظر بشوق الاحتفال السنوي في اليوم العربي لليتيم، الذي ينظمه الإشراف الاجتماعي النسائي بمنطقة مكةالمكرمة، وحضرته هذا العام يوم 20 ربيع الثاني 1434ه، بمقر الجمعية الفيصلية النسائية بجدة، كان الحضور كبيراً من سيدات المجتمع اللاتي أظهرن اهتمامهن بالأيتام من خلال وجودهن وتفاعلهن ما يثلج الصدر ولله الحمد، فما زال في الأمة خير وسيبقى إن شاء الله دائماً. لقد أحسنت مقدمة الحفلة حين بدأت بقولها: «إن الاحتفال بيوم اليتيم هو رمز لأكرم يتيم فقد أباه وهو جنين في رحم أمه، ثم فقد أمه وهو لا يزال طفلاً لا يتجاوز الأعوام الستة من عمره، إنه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم»، وأضاءت المكان بقصيدة جميلة عنه وعن اليتيم، أذكر بعض أبياتها التي حاولت كتابتها خلال إلقائها: لا تستهينوا باليتيم فإن يكن فرداً فيوماً يكبر وتستطيل قواه هو ابن عبدالله فرداً واحداً نمسي ونصبح في هوى ذكراه هز الوجود وجوده يكفي به نبينا وشفيعنا وأملنا أن نلقاه من أجل أحمد يا سليلة أحمد وفي اليتيم وحققي رجواه من أجل أحمد يا خلائف أحمد صونوا اليتيم وبلغوه مناه من أجل يتم محمد يا سادةٌ أعطوا اليتيم وجملوا دنياه من أجل يتم محمد يا سادة ٌ أعطوا اليتيم وأكرموا مثواه أُفتتحت الحفلة بآيات من كتاب الله العزيز تلتها بصوتها العذب الفتاة اليتيمة «نوارة عبدالقادر»... تلتها كلمة مديرة الإشراف الاجتماعي «غادة عبدالغفار»، وذكرت فيها أن هذا الاحتفال السنوي يهدف للاحتفاء بالأيتام وتكريمهن، وبكل من يرعاهن من الجمعيات والدورالإيوائية، وتشجيع جميع البرامج والمبادرات والجهود في المجتمع لرعاية الأيتام. ثم كلمة راعية الحفلة الأميرة فهدة بنت سعود، وأعجبني قولها: «هؤلاء الأطفال لا نعتبرهم أيتاماً بل لديهن هذا الجمع الكبير من الأمهات والأهالي الذين يشعرون بأنهن أمهاتهن وأهلهن، وليس لنا فضل في ذلك لأن الله أمرنا بالاهتمام بهن في 23 آية في القرآن الكريم». بعدها قدمت فتيات «دار الحضانة الإجتماعية بجدة» لوحة إستعراضية وطنية رائعة، ثم ألقت الطالبة اليتيمة «سحر خالد» كلمة نيابة عن الفتيات اليتيمات، وأجمل عبارة قالتها: «لا تحرمونا أن نقف نحن وأنتم معاً ونتشارك لنبني المجتمع». وتلا ذلك تكريم الأسر الصديقة للأيتام من منطلق «من لم يشكر الناس لم يشكر الله»، ثم قدمت فتيات «بيت الرفيف» التابعة للجمعية الفيصلية بجدة لوحة إستعراضية تراثية، بملابس جميلة مزركشة من الزمن القديم، فيها أناقة وحشمة مع الشعِر الحجازي الممتع. وبعدها قدمت فتيات «جمعية البر بجدة» لوحة «بسم الله» عليكم الاستعراضية، تلاها أوبريت «طموحي»، قدمته فتيات «دار الزهور» من جمعية أم القرى الخيرية بمكةالمكرمة» اللاتي قدمن صورة مشرفة للفتاة السعودية الطموحة للعلم والعمل للإسهام في نهضة بلدها. أما الفقرة الأخيرة فكانت لفتيات «دار التربية الاجتماعية بجدة»، وهي زفة تراثية، وغادرت الحفلة وكأني أطير من الفرح، على رغم أني لم أفعل شيئاً إلا المشاركة بالحضور لإدخال السرور على الفتيات اليتيمات، وهو شعور أجده في كل مرة أشارك فيه بأي نشاط يخص الأيتام، ويظل معي لأيام بعدها، وكأني فعلت شيئاً كبيراً... وهذا عاجل المكافأة الربانية، ومن جرب عرف، ومن عرف اغترف. باختصار، اليتيم هو الشخص الذي لو أسعدته... تسعد بالتأكيد. ملاحظة: تستمر الفعاليات خلال هذا الأسبوع لمن ترغب المشاركة. [email protected]