رسخت التظاهرات المعارضة التي لاحقت الرئيس المصري محمد مرسي خلال جولته في محافظة سوهاج في صعيد مصر أمس الاعتقاد بتراجع شعبيته وجماعته «الإخوان المسلمين»، إذ طارده محتجون في كل مكان ذهب إليه مرسي وأجبروه على تعديل برنامج الزيارة، ما تسبب في فوضى أمنية في سوهاج التي كانت من ضمن أكثر المحافظات تصويتاً لمرسي في الانتخابات الرئاسية. وكان مرسي وصل سوهاج صباح أمس وافتتح مشروعاً صناعياً تابعاً للجيش وآخر سكنياً، قبل أن تحاصره التظاهرات المطلبية خلال اجتماع عقده مع عدد من الوزراء ومحافظي الصعيد، إذ تظاهر مئات أمام ديوان المحافظة مطالبين بلقاء مرسي، فيما عمت شوراع رئيسة في سوهاج تظاهرات لقوى سياسية معارضة في مقدمها «التيار الشعبي»، ووقعت اشتباكات بين المعارضين ومؤيدي الرئيس، قبل أن تتدخل قوات الشرطة لتفريق المحتجين. وقال «التيار الشعبي» إن أحد أعضائه تعرض لاعتداء من أفراد قوة تأمين الرئيس، ما أدى إلى اصابته. ورفع المتظاهرون الذين خرجوا في مسيرات جابت شوراع سوهاج نعشاً رمزياً ملفوفاً عليه علم مصر وصوراً للصحافي الحسيني أبو ضيف الذي قُتل خلال تغطيته اشتباكات بين معارضي الرئيس ومؤيديه نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وهو يتحدر من المدينة. وردد المحتجون هتافات بينها: «بيع بيع الثورة يا بديع»، في إشارة إلى مرشد «الإخوان»، و «يسقط يسقط حكم المرشد»، و «العيشة بقت مرار ومفيش سولار»، و «مرسي باطل والمرشد باطل حكم الإخوان باطل»، و «مش هنمشي هو يمشي»، و «ارحل». وفي جامعة سوهاج تظاهر مئات الطلاب ضد زيارة مرسي، ما أجبره على إلغاء زيارة كانت مقررة للجامعة للقاء طلاب وأعضاء هيئة التدريس. وتوجه الطلاب بعد ذلك للانضمام إلى المتظاهرين فوق جسر رئيس في سوهاج، إلا أن قوات الأمن حالت دون وصولهم، ما دفعهم إلى العودة إلى الحرم الجامعي واستئناف التظاهر هناك، رافعين لافتات مناهضة للرئيس. وسادت الفوضي والارتباك محيط ملعب سوهاج الرياضي عندما توافد الآلاف لحضور لقاء شعبي لمرسي، ووقعت اشتباكات بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه الذين وصلوا في مسيرات، وتبادل الجانبان الرشق بالحجارة ما أدى إلى سقوط جرحى، قبل أن تتدخل قوات الأمن، كما سادت الفوضى عملية دخول المتوافدين لحضور اللقاء عندما حاولت قوات الأمن والحرس الجمهوري في البداية منعهم من دخول الملعب بدعوى عدم حملهم تصاريح بالدخول. لكن زيادة الحشود اضطرت قوات التأمين إلى التراجع والسماح بدخولها. وسعى رئيس ديوان الرئاسة محمد رفاعة الطهطاوي إلى تهدئة الغاضبين من منعهم من لقاء مرسي، مؤكداً أن الرئيس كلفه تلقي طلبات أبناء سوهاج «والعمل على تلبيتها في أقرب فرصة». ووجه حديثه إلى المحتشدين أمام البوابة الرئيسة للملعب قائلاً: «كل طلباتكم مجابة، فالرئيس يشعر بدين خاص في رقبته تجاه أبناء الصعيد، بسبب مواقفهم الثابتة التي لا تتغير وتبتغي وجه الله والوطن فقط لا غير». وأضاف أن «الرئيس مرسي أتى إلى الصعيد ليطلب منه النصرة، فلا تردوه بخذلانكم».